عشقتها فغلبت قسۏتي بقلم اسراء على
المحتويات
أجري ورا واحد متجوز..ولو عاوزة مش هتبقى بطريقتك
زفر بضيق مما جعله ېحطم ذلك الكأس الذي يحمله بيده..لحظات ودلف إليه أحد رجاله..تنحنح الرجل وقال
الرجل مصطفى بيه
نظر له مصطفى ولم يرد بينما أكمل الرجل وقال بجدية
الرجل الراجل بتاعنا قالنا إن جاسر ومراته هيروحوا عند الدكتورة بكرة هنا في القاهرة
إسترعى ذلك إنتباه مصطفى وقال
الرجل هتبقى في حراسة بس ممكن نتصرف
رمقه مصطفى بقوة وقال بحدة مفيش حاجة إسمها ممكن..قول إننا إتصرفنا خلاص
توتر الرجل وقال بتلعثم آآ..خ..خلاص إتصرفنا
أشاح مصطفى بوجه عن الرجل ..الذي إعتذر بسرعة ثم خرج بخفة..ليقول مصطفى بنبرة شيطانية
مصطفى خلاص يا حبيبتي كلها كام ساعة وأكون معاكي
في صباح اليوم التالي
خرجت روجيدا من المرحاض وهى ترتدي بنطال قماشي من اللون الزيتي..يتوسط خصرها حزام قماشي من نفس اللون وأعلاه كنزة ذات لون أوف وايت..مشطت خصلاتها وعكصتها علي هيئة ذيل حصان
كان يتابعها من الخلف بنظرات هائمة..محبة..بل عاشقة..نهض
بهيئته الكاچوال حيث كان يرتدي بنطال جينز ذو لون أسود وتيشيرت من اللون الأزرق..ذات فتحة مثلثية صغيرة..حاصر خصرها بكفيه الضخمين وقال
إلتفتت له روجيدا وتعلقت بعنقه وقالت بغنج طول عمري حلوة
رفع أحد حاجبية ب إعجاب وقال بمشاكسة بجد!!
أماءت بقوة وقالت بتأكيد بجد
جاسر إنتي أد الكلمة دي
روجيدا بعناد أه أده...
إبتسم جاسر وقرص طرف ذقنها بخفة وقال بمزاح
جاسر إلعبي ع قدك يا شاطرة
ضحكت روجيدا بقوة ثم قالت من بين ضحكاتها
روجيدا طب يلا عشان منتأخرش ع المعاد
خرجا من الغرفا وذهبا لتناول الطعام..مع والدته وأخاه بينما لم تشاركهم عنيات..فتسائل جاسر
جاسر أومال فين عمتي
فاطمة وهى ترتشف من كوب الشاي ف أوضتها فطرت وطلعت
أماء رأسه بقلة حيلة وقال مفيش فايدة
وجهت فاطمة سؤالها لروجيدا وإنتي يا حبيبتي كويسة..هتروحي للدكتورة النهاردة
روجيدا أها يا طنط
فاطمة بحنو ربنا يحرسك إنتي واللى ف بطنك
نظر لساعة يده ذات الماركة الشهيرة وقال
جاسر يلا يا حييبتي هنتأخر..خلصي فطار
روجيدا وهى تمسح فمها يلا يا حبيبي
نهض كلاهما و ودعا والدته..ثم خرجا من القصر ودلفا إلى سيارة جاسر..وتبعتهم سيارات الحراسة..
بداخل سيارة جاسر
كان جاسر ممسك بيد روجيدا بقوة واليد الأخرى على بطنها الصغير وأخذ يتحدث معها بصدق
وضعت روجيدا كفها على كفه الموضوع على بطنها وقالت محظوظ إنك هتبقى باباها
قبل جبينها بحنو وقال أنا اللى محظوظ عشان إنتو ف حياتي
إبتسمت بحب وقالت ربنا يخليك لينا
جاسر ويخليكوا ليا
.ظلا هكذا حتى وصلا لعيادة الطبيب ة..دلفا كلاهما للعيادة ثم جلسا على المقاعد منتظرين دورهما..أخذت روجيدا تتجول بعينيها في أرجاء غرفة الإتتظار وهى ترى النساء يجلسون مع أزواجهم..منهم من في أول شهور الحمل ومنهم من في الشهور الوسطى ومنهم من على وشك الولادة..إبتسمت بحب..فهى الآن تشعر بشعورهم..شعور الأمومة..
أخرجها من شرودها صوت الممرضة التي أخبرتهم أن دورهم قد حان..أمسك جاسر بيد زوجته بل بالإحرى لم يترك يدها من الأساس فشدد عليها أكثر..دلفا إلى الغرفة القابعة بها الطبيب ة..
سيدة في العقد الرابع..زين وجهها حجاب بيسط الذي أبرز تفاصيل وجهها الأبيض.. أشارت لهما بالجلوس ثم سألت ب إبتسامة بشوشة
الطبيب ة أزيك يا مدام روجيدا
أجابت روجيدا ب إبتسامة
الحمد لله
وضعت الطبيب ة يدها على المكتب وقالت جاهزة للكشف
أماءت برأسها فتابعت الطبيب ة
عظيم أوي..أتفضلي هناك
أشارت على فراش أبيض صغير مغطى بملاءة بيضاء..توجه معها جاسر ثم حملها ووضعها على الفراش..قفالت الطبيب ة بمرح
الطبيب ة شكله بېخاف عليكي
جاسر وهو ممسك يد زوجته بخاف عليها من نسمة الهوا
الطبيب ة ب إبتسامة ربنا يخليكوا لبعض
ثم شرعت في وضع السائل للزج على بطنها ثم وضعت جهاز ما عليها وبدأت في التحريك..كانت حواس جاسر كلها منصبة بشدة على تلك الشاشة..تابع بتركيز حتى قالت الطبيب ة
الطبيب ة الحمد لله الجنين بصحة كويسة..
جاسر و أنظاره مسلطة على الشاشة هو فين!
قامت الطبيب ة بتكبير الصورة وأشارت على ٱحدى المناطق وقالت
الطبيب ة أهو يا جاسر بيه
تابع جاسر بتركيز شديدة..ولم يشعر بتلك الدمعة التي فرت من مقلتيه....شعور رائع وغريب لم يشعر به جاسر قط..وحدها من منحته إياه..شعر بها تضغط
على يده..فبادلها وقال بسعادة مفرطة
جاسر مبروك يا حبيبتي
روجيدا بسعادة أكبر الله يبارك فيك يا حبيبي..
تسائل جاسر هو..هو ممكن نعرف جنسه
قهقهت الطبيب ة وقالت لأ يا جاسر بيه..لسه بدري مراتك حامل ف شهرين بس
عبس بوجهه كالأطفال وزم شفتيه...بينما ضحكت روجيدا على زوجها المسكين..
نهضت روجيدا ثم توجها ناحية مكتب الطبيب ة ف سارعت الأخيرة وقالت
الطبيب ة دي شوية فيتامينات عشان الطفل..ولازم راحة تامة عشان شهور الحمل الأولى مهمة..ثم مدت يدها وأعطتة الروشتة وصورة إيكو للجنين
تحدث جاسر بنبرة جدية للغاية مش هخليها تتحرك من السرير..
إستأذنا كلاهما ثم إنصرفا..نزلا بالمصعد وتوجها ناحية السيارات..الذي ما إن رأه الحارس حتى فتح له باب سيارته..دلفا وإنطلقا بالسيارة..
روجيدا هو إحنا مش هنرجع القصر
جاسر لا هنرجع بس صابر كلمني ف شغل فهروح نص ساعة وأرجع نروح سوا
أوماءت برأسها وقالت أوك
جاسر وهو يتطلع بعيونها مش بتتوحمي ع حاجة
ضحكت روجيدا ..ثم وضعت إصبع السبابة أسفل ذقنها وقالت اممم..أستنى أفكر
بعد لحظات قالت بخبث
روجيدا عاوزة فراولة
قهقه جاسر بشدة..حتى أن السائق تعجب كثيرا رب عمله يضحك بقوة..غريبةكانت تلك الكلمة التي قالها السائق لنفسه..بينما جاسر أوقف نفسه عن الضحك بصعوبة وقال
جاسر بتشاكسيني مثلا
روجيدا ببراءة مصطنعة أنا!!أبدا
نظر لها بنصف عين وقال يا شيخة
روجيدا وهى تخرج لسانها أه
مسد جاسر على رأسها بحنو وقال إنتي تؤمري..ولو إني مستغرب فروالة تاكل فروالة..مط شفتيه وقال..غربية
وصلا للبناية التي كانا يقطنان بها قبلا..صعدت روجيدا ثم دلفت للداخل..بينما جاسر وقف خارج المنزل وقال بتحذير و صرامة
جاسر مفيش نملة تخش أو تخرج..فاهمين
أومئ الرجل برأسه وقال بطاعة أوامرك يا جاسر بيه
تحرك جاسر وغادر محيط البناية ثم توجه لمقر عمله..قابل صديقه صابر وأخذا بتحدث في أمور العمل حتى إنتهيا تماما..ثم قال صابر بمرح
صابر بس إيه سر الإبتسامة اللى مش مفارقاك دي
تصنع جاسر عدم الفهم وقال إبتسامة إيه
صابر يا شيخ
حقا لم يعلم جاسر ما سر سعادته وتلك الإبتسامة...فاق من شروده على صوت صديقه وهو يقول
صابر هااااااي..روحت فين..أنت مش معايا خالص
تأفأف جاسر وقال بضيق ديما فاصلني..المهم الشغل خلص كدا
صابر بجدية أها كله تمام
حمل جاسر أشيائه الخاصة ثم رحل...وقدما تسبقان قلبه..شوقا لهما...
وصل سريعا للبناية..ثم صعد بسرعة رهيبة وكأنه يتسابق مع الدرج..صعد لشقته ولكنه لم يجد الحارسان...دب القلق في أوصاله..ثم فتح باب شقته سريعا وأخذ يبحث عن زوجته..كالمچنون في جميع أرجاء الشقة ولكن لم يجدها...
أحس ب إنهيار قدميه..لم يعد قادر على التحمل جلس على الأرضية الرخامية..وظل ېصرخ ويزعق بصوته كله ب إسمها ولكن لا من مجيب..أحس بروحه تسحب منه..نهض سريعا وقال بعزيمة
جاسر لأ..لأ..هى هنا أنا هدور تاني..
أعاد البحث مرة أخرى ولكن النتيجة كسابقتها ولكنه لاحظ شئ غريب أمام خزانة الملابس..بقعة حمراء..توجس خفية وضربات قلبه تتصارع..فتح الضلفة بيدين مرتعشتين..لتسقط چثتي الحارسان..تجمد جاسر في مكانه..بالفعل روحه سحبت منه..شلت حواسه..كيف..كيف إختفت...كانت هى كانت معه من قليل..
جرت دموعه ب إنهمار وظل يردد إسمها كطفل تائة يبحث عن والدته..بكى وبكى..ضاعت..زعق بصوته ونادى الحرس الخاص به
ف أتاه أحدهم مهرولا وقال أيوة يا جاسر بيه
كاد أن يتحدث حتى صدح صوت هاتفه يعلن عن وصول إتصال منها...من زوجته...
مزحة..أتلك مزحة..بالطبع مزحة..لم يتردد كثيرا وسرعان ما أجاب بصوت يملأه اللهفة
جاسر روجيدا
ليأتيه صوت بغيض لطالما كرهه وهو يجيبه بضحك مخيف
مصطفى لأ روجيدا مش فاضية دلوقتي
جمرات الڼار الملتهبة التي تتطاير من عيني جاسر قادرة على حړق بلد ب أكملها..قسۏة عينيه التي ظهر بها شړ دفين..ليجيب بصوت قاتم
جاسر فين مراتي
مصطفى ببرود ما قولنا
مش فاضية..طب أقولك ع حاجة..هوريهالك
قام مصطفى بمهاتفة جاسر بمكالمة فيديو..
هوى قلب صاحبنا بين قدميه..خوف..ړعب..فزع..نظراته نطقت بجميع معاني الخۏف..أحس وكأنه كالمشلۏل عاجز..زوجته بين براثن ذئب..كيف لها الخلاص..جاءه صوت مصطفى وهو يقهقه
مصطفى إنسى مراتك يا
جاسر..
زعق جاسر بصوته..ونطق بقساوة لو إيديك إتمدت عليها هطلع هموتك ب إيدي يا والله لاډفنك يابن ال
ضحك مصطفى بشدة ثم قال بنبرة هادئة
مصطفى ما بلاش تقول حاجة مش هتعملها...
أغلق مصطفى الهاتف...بينما جاسر لم يعد يشعر بما يدور حوله..ثم فجأة زعق بصوت مټألم..
جاسر روجيدا اااا
نادها عسى تأتي..عسى تخبره بأن كل ذلك كابوس علها تنتشله من تلك الحالة البائسة..ناداها ولكن لا من مجيب........
الفصل الاخير
أتعلمون الألم الذي يعتصر فؤادك بين ضلوعك!..كيف هو فقد الحبيب..أعشتم معاناته!..ۏجع أدم يختلف عن ۏجع حواء..دموع الرجل تعني إنهيار..وإنهيار الرجل ..يعني نهاية العالم..
عودي..حبيبتي عودي..
ظل جاسر يردد تلك المقولة..أنتهى العالم وأفنى بعد رحيلها..المۏت ببطئ
مثل السم..تجرعه رغما عنه..أيام وأيام يبحث بلا فائدة..تجول العالم بحث عنها..في كل مكان خطړ على باله..يشعر پألم يعتصر فؤاده..ضاعت حبيبتي..ضاعت من جعلتني حرا..ضاعت من أحببت الحب من أجلها..ضاعت من أماتت في عيني جميع النساء..
كان صابر يجلس حزينا أسفا على حال صاحبه..لم يرى إنهيار المتجبر..بكاء..بكاء كالأطفال..نواح كنساء الميتم..يحضتن صورتي زوجته ونطفته..يبكي ويحدثهما..وصابر متكتف الأيدي..لا يدري كيف يتصرف..فقد أخبره جاسر بعدم إخبار أحد ب إختطافها..
تحرك صابر ناحية غرفة صديقه..رأه نائما في وضع الجنين..يبكي..عيناه أصحبت جمرتين مشتعلتين من كثرة البكاء يكاد يقسم أنها ستتحول للبياض..جلس على طرف الفراش وربت على كتفه وقال بصوت ملئ بالحزن
صابر يابني وحد الله كدا...إن شاء الله هنلاقي حل
جاسر .....
صابر بحنو طب قوم صلي وإدعي..قوم صلي يا جاسر
لم يتحرك ساكنا..ولكن مع كثرة الألحاح وافق على مضض..نهض وتوضئ وصلى..دموع تجري كجريان النهر..شهقات طفل..لم يتخطى عمر الخمس سنوات..ظل يدعوا ويدعوا...يبدو أن أبواب السموات كانت متفتحة..فما أن إنتهى من صلاته حتى وجد هاتفه يصدح برقم خاص..توجه ناحيته وأجاب بلهفة
جاسر ستيف !
ستيف نعم إنه أنا
جاسر بنبرة أكثر تلهفا أعثرت على شئ
ستيف بسعادة نعم..إنهم في مصر...
في أحد التجمعات السكنية بمدينة ٦ أكتوبر
جلست نيرة تفكر مع نفسها..فمنذ أيام عديدة ألتقت ب الطبيب أكرم الذي سرعان ما أخذها معه منزله ومنذ ذلك الحين وهو يعتني بها جيدا..فاقت من شرودها على صوت مفتاح يوضع بالباب..ويدلف أحدهم سرعان ودلف أكرم ..قال ب إبتسامة
أكرم السلام عليكم
نيرة وعليكم السلام..عشر دقايق وأحط الأكل ع السفرة
بادرها أكرم قائلا سيبك من الأكل دلوقتي أنا عازوك ف حاجة مهمة..
نيرة بتساؤل خير
إتجه أكرم ناحيتها ثم جلس بجوارها على الأريكة وقال
أكرم أكيد أنتي بتسألي أنا بعمل كل دا ليه
هزت كتفيها بلا مبالاه وقالت عادي
نتهد أكرم وقال لأ لازم تعرفي...أنا بحبك يا نيرة
إنتفضت نيرة ثم قالت بحدة أنت إزاي
تقول كدا تعرفني منين عشان تقولي كدا.
سارع بوضع يده على فمها وقال
أكرم أهدي..نيرة أنا أعرفك من زمان..من أيام لما كنا ف الجامعة
عقدت مابين حاجبيها وقالت جامعة!!
أماء برأسه بقوة وقال أه..وكنت بحبك من أيامها..بس إنتي سبتي الكلية ورحتي إتجوزتي ومن ساعتها ومعرفش عنك حاجة..ولما
متابعة القراءة