قصة جديدة وكاملة بقلم سارة نبيل

موقع أيام نيوز


.. التفتيش والفحص من مسؤوليتنا..
ووقف الجميع على الرصيف الخاص برسو السفن تحت ترقب العاملين والضباط المسؤولين وتوترهم..
بعد مرور الكثير من الوقت ومع ظهور خيوط الصباح الأولى صاح القائد بوجه مكفهر بينما أصبحت السفينة تلتف بالشرائط
احجزوا على كل حاجة وفضوا المينا والبضايع دي تنقولوها للمخازن الخاصة بينا..

______بقلمسارة نيل______
عاد لمنزله في الصباح بعدما مر على غرفة قدر فوجدها غارقة في ثبات عميق..
أراد تبديل ملابسه للإستعداد لهذا اليوم المميز..
مسح منزله الصغير المتواضع بنظرة حانية هذا المنزل الذي عاشت به والدته حتى توفاها الله منزل يحمل ذكرياتهم معا..
يتذكر كيف دائما ما كان يقف بجانبها في مطبخها البسيط وهي تطهو وتصنع له كيك اليوسفي المفضل له بينما مرحها وصوت ضحكاتهم يطوف بالمنزل..
كان يعشق المطبخ على عشقها له ويحب مساعدتها..
وقف بالمطبخ يصنع كوب من القهوة ليسترد نشاطه وتركيزه وسرعان ما انتشر رائحتها الرائعة بالأرجاء سكبها بالكوب وجلس فوق أحد مقاعد تلك الطاولة المستطيلة البيضاء التي تتوسط المطبخ..
ابتسم بحنين وهو يتلمس كتبها القديمة التي معظمها عن علم النفس والتي كانت تحرص أن تضعها بأحد أركان المطبخ فقد كانت تفضل الجلوس وقت فراغها هنا وأمامها كوب قهوتها وبين يديها كتاب..
لقد كانت بسيطة جميلة محبة للحياة ومتفائلة تلون حياته بالألوان الزاهية والبهجة لكن كل هذا إنتهى برحيلها .. وها هو يجلس بمكانها المفضل لكن بدونها .. وحيدا كحالة دائما من بعدها..
عاد بذاكرته إلى هذا اليوم حين وقف والده يخبره بكل هدوء وهو يحزم أشياءه وملابسه برحيله..
أردف ناصر والد قيس وهو يحمل حقيبته بينما يقف طفل بعمر العشر سنوات ينكس رأسه للأسفل ثم رفع رأسه لتتبين أعينه المليئة بالدموع ويقول بحزن ېمزق القلوب
أنت كمان هتسيبني يا بابا .. طب أنا هفضل لواحدي إزاي .. هفضل هنا لواحدي طب خدني معاك وهبقى مؤدب..
انحنى ناصر يقبض على كتف قيس يقبض عليه ثم أردف بقوة
أنت كبرت ومبقيتش محتاج حد يا قيس لازم تعتمد على نفسك هيحصل أيه يعني لو فضلت لواحدك المكان هنا آمن والجيران كويسين مدرستك بينها وبين البيت شارع وكل حاجة موجوده في البيت .. شوف مصلحتك أنت مش محتاجني .. أنا لازم أسافر علشان أشتغل وعندي مسؤوليتي وكل فترة هاجي أشوفك..
يلا مع السلامه خد بالك من نفسك..
وخرج ليبقى قيس طفل في العاشرة وحيدا بمنزل شهد طفولته ظل ينظر من حوله بتيهة ثم سار نحو فراش والدته يتكوم فوقه حتى ذهب في ثبات عميق..
ومرت الأيام وأصبح قيس ملزوم من نفسه يستيقظ على منبة والدته صباحا يرتدي ملابسه ويذهب ركضا إلى مدرسته بعدما يحتفظ بمفتاح المنزل بجيبه بعناية ثم يعود للمنزل يغلق الباب جيدا ويقوم بصنع شطائر الجبن ثم يصعد على مقعد صغير أمام حوض غسل الأواني يغسل الأطباق ويبدأ بمذاكرة دروسه...
وظل على هذا الحال حتى علم الشيخ رضوان بالأمر فتولى هو وزوجته الاعتناء

بقيس ورغم هذا لم تكسر وحدته فمنذ أن أتم الخامسة عشر ووالده لم يأتي إليه حتى تلك المرات التي كان يكلف نفسه بها مرسلا له النقود..
خرج من تلك الذكريات التي تتلبسه ليمحق تلك الدمعة التي خانت جفونه وسقطت وهمس بمرار
الله يرحمك يا أمي ويرزقك الفردوس الأعلى..
خرج من المنزل ثم طرق باب منزل الشيخ رضوان الذي أطل عليه ببشاشة فابتسم قيس بود وهو يقول بمرح
صباح الفل على سعادة الشيخ رضوان والدي العزيز .... 
ابتسم رضوان وهو يفسح له المجال قائلا
صباح الخيرات على دكتورنا الغالي .. ادخل أمك حليمة عاملة فطار معتبر..
تنحنح قيس وقال بجدية
بالهناء على قلوبكم يارب أنا شربت قهوة .. المهم أنا عايزك في حاجة مهمة يا شيخ رضوان وفي موضوع مهم عايز أكلمك فيها..
أثار حديثه قلق رضوان الذي تسائل باضطراب
خير يا قيس قلقتني..
محتاج مأذون موثوق منه ضروري ممكن نكلم الشيخ محسن المأذون..
_______بقلمسارة نيل______
كان هذا الصباح في قصر البحيري يختلف بكل المقاييس.. لقد انصبت المصائب فوق رؤسهم صبا..
احتراق مخازنهم التي تحتوي على جميع شحنات عملهم..
وقف جعفر يجأر بملامح متشرسة
إزاي دا يحصل ... بيتنا اتخرب .. مين بيعمل معانا كدا ... عزززززيزززز..
أتى عزيز الذي كان يقوم ببعض المهاتفات بوجه منتفخ غبضا ليصيح پجنون وشراسة
المسؤول عن إللي حصل مش هيكفيني فيه
 

تم نسخ الرابط