البعض يعشق والبعض يحب
المحتويات
ويعترف بها أخيرا كحفيدته..أفاقت على ربتة يد صالح على كتفها قائلا
تعالى نرجعك لجوزك
يابنتى..ربنا يوفق بين قلوبكم ويسعدكم.
قالت الحاجة آمال
آمين ياحاج.
بينما أومأت رحمة برأسها وقلبها يؤمن على دعوته ..ليمشوا سويا متجهين إلى منزل عائلة الشناوي..ويدلفوه......سويا.
قال يحيي بحنق غاضب
يعنى إيه عربيتهم إختفت ..فهمنىإحنا مشغلين معانا حمير
إرحمنى يارب..رحمة لوحدها مع الحاج صالح والحاجة آمال ..والله أعلم ودوها فين..ولا عملوا فيها إيه..وانا واقف هنا متكتف مش عارف مراتى فينوجرالها إيه
الفصل الرابع عشر
آمال وأنه وعدها بعدم البوح بسرهم..
أي هراء هذاهو من بين الناس جميعا من يحق له معرفة كل الخبايا بحياة رحمة..فمن حقه أن يعلم كل صغيرة وكبيرة عنها..فهو زوجها ..بل حبيبها..نعم ..حبيبها..لقد أيقن منذ اليوم الأول والذى رآها فيه من جديد.. أن الحب هو ما فى قلبه لها..الحب فقط ولا شئ غيره..خاصة فى تلك اللحظة التى شعر فيها بأنه من الممكن أن يفقدها ..إحساسه وقتها بالروح تسحب منه كلية..وبأنه لن يستطيع الحياة إن هي تركته..كل هذا جعله يدرك أنها هي حياته..أنفاسه التى يعيش بها..إلى جانب أنه أصبح يشك كثيرا بماضيها مع أخيه ..يعلم بوجود خطأ ما ..وسيعمل على كشفه وتصحيحه..نعم ..سيفعل.
عيون يحيي.
همست بدورها برجاء
..أنا خاېفة..خاېفة أوى.
. إليه بقوة يغلف قوته شوقا وحنانا..لتستمع رحمة إلى دقات قلبه وتهدئ إرتعاشاتها تدريجيا حتى سكنت تماما..وإنتظمت أنفاسها ليدرك يحيي أنها إستسلمت لنوم عميق..رق قلبه عشقا ليشرد فى حياتهما مجددا..وفيما حدث مؤخرا..يدرك أن هناك أحد يريد بحبيبته السوء..لتقسو عينيه وهو يشك بإحداهن ..فقلبها الأسود هو فقط من يستطيع ان يفعل شئ مشين كهذا..وإن تأكدت ظنونه فلن يرحمها حتى وإن كانت إبنة عمته..لحمه ودمه.....وزوجة أخيه.
إنتى السبب فى كل اللى حصل النهاردة..انتى اللى بلغتى الحاج صالح بالكلام الفارغ ده.
قالت بشرى فى إرتباك
إنت أكيد جرالك حاجة عشان تتهمنى بإتهام زي ده من غير دليل.
قائلا بحدة
دليلى كان كلام محدش يعرفه غيرى انا وإخواتى وجدى هاشم وراوية ورحمة وإنتى يابشرى..دليلى كانت إبتسامتك اللى ظهرت تشفى فى بنت خالك يا بنت عمتى وفرحك باللى بيجرالها..دليلى كان فى نظرة من عمى صالح ليكى قالتلى أد إيه سقطتى من نظره بعد ما رحمة خليته متأكد إن كلامك كله كدب.
ضحكت عليه..أكيد ضحكت عليه..بس إزاي خليته يصدقها وإحنا كلنا زي ما قلت كنا شاهدين على اللى حصل زمان..مش ده يأكدلك إنها حرباية قدرت تعمل تمثيلية دخلت على الكل..وقدرت تتلون بلون الضعيفة وتكسب عطف العيلة بعد ما كانت منبوذة منهم..مش ده يأكد كلامى وفكرتى عنها.
الحاج صالح مش صغير ولا راجل أي كلام عشان يتأثر بتمثيلية
او كدبة..دليل برائتها كان قوى وإلا مكنش الحاج صالح هيسيبها وكان النهاردة هيبقى يوم بطعم الډم..كان هيروح فيه زينة شباب عيلة الشناوي وكل ده بسبب حقدك وغيرتك منها..كنتى هتفرحى لو جرالى حاجة..كنت هتنبسطى لو يحيي أو حد من ولاد الحاج صالح جراله حاجة
برأسها تتخيل لو هذا بالفعل حدث وقتل يحيي..كانت ستجن بالتأكيد..لترفع إليه عينان ظهر بهما الخۏف والألم وشحب وجهها ليظن بالخطأ أن لها قلبا رغم كل شئ يخشى عليه..ليزفر مجددا قائلا
اللى انتى عملتيه..رحمة لحقته ووقفت بحر الډم..بس اللى باين أدامى دلوقت إن إحنا لازم نسيب البيت ..إنتى ورحمة مش ممكن تعيشوا فى بيت واحد.
رفعت إليه وجهها تقول بإستنكار
وليه إحنا اللى نمشى ما تمشى هي.
نظر إلى عيونها مباشرة وهو يقول بصرامة
لإن البيت ده بيت عيلة الشناوي ..يعنى بيت كبيرهم..وكبير عيلة الشناوي هو يحيي يا بشرى ...ولا إنتى مش آخدة بالك
ظهر الڠضب فى عيونها ليتجاهله وهو يقول
أنا هروح أشوف شقتى اللى فى المعادى ناقصها حاجة ولا لأ..وهرجع آخدك عشان نعيش هناك..ياريت على ما أرجع تكونى جهزتى شنطنا .
ثم تركها مغادرا الحجرة..لتغلى هي من الڠضب..تدرك أن خطتها قد إنقلبت عليها فبعد ان ظنت أنها بمكيدتها ستصبح هي سيدة المنزل وسيدة قلب يحيي..أصبحت خارجهما إلى جانب أنها أصبحت منبوذة من عائلتها..فقد رأت نظرات الحاج صالح والسيدة آمال إليها قبل ذهابهما..ليشتعل قلبها حقدا..تتساءل ما هذا الدليل الذى أنقذ رحمة من براثن المۏت الأكيد..والذى كان يحاصرها من كل جانب..أتعبها التفكير..لتزفر بقوة وهي تقول بهمس حقود
حتى لو بعدت..هفكرلك فى مصېبة وأرجعلك من تانى يارحمة عشان أخلص منك..وآخد مكانك وأبقى أنا ست البيت..ما هو ياأنا ياإنتى يابنت بهيرة.
دلف مراد إلى شقته فوجدها هادئة على غير العادة..فدائما ما تكون شروق جالسة فى الردهة تتابع مسلسلاتها التركية..فيجدها إما باكية أو هائمة مع حلقاتها..ليظل يمزح حول هوسها بتلك الحلقات الخيالية والتى تجعل البطل فارسا رومانسيا من الدرجة الأولى يتنفس فقط من أجل إسعاد حبيبته.. حقا ستتسبب تلك المسلسلات فى طلاق نصف النساء وعنوسة النصف الآخر..فالفتيات ساذجات وسيضعن أبطالها معيارا للمتقدمين لخطبتهم..فيفشل العريس وتفشل الزيجة
متابعة القراءة