للكاتبة امل نصر
مش معنى اني موافقاك ع اللي بتعمليه ابقى هاسكتلك ع الغلط يا عنيا اصحي لنفسك يابت.
يووووه.
هتفت بها لتدب بأقدامها على الأرض وتكمل باعتراض
فيه إيه ما تهدي شوية ياما دا انا راجعة من نص الحفلة عشان خاطرك وانت بدل ما تسأليني عملت إيه بتفتحيلي تحقيق .
مصمصت بشفتيها إحسان تسألها ساخرة
طيب ياحلوة قولي واشجيني ياترى بقى ياختي عرفتي تسجلي جون
رددت غادة بمرح مبالغ فيه
وفي الدوري الأوروبي كمان ياما!
رمقتها إحسان بنظرة غريبة رافعة طرف شفتها بدهشة فاقتربت غادة تخاطبها بلهفة وهي تسحبها من يدها
تعالي هاحكيلك تعالي
وسط الظلام الدامس كانت تعدوا وتركض دون هوادة للبحث عن مخرج او بقعة ضوء تنفذ إليها يزداد ركضها وقلبها يضرب بين جنابتها بقوة تكاد أن تقضي عليه تخرج من طريق وتلج بالاخر فتصدم بنفس المكان ونفس الظلام وكأنها لم تتحرك من محلها أصابها اليأس وضاقت أنفاسها وهي تجول بعيناها في الظلام حتى وقعت عيناها عليه يسطع جلده الذهبي رغم الظلمة الحالكة حتى كاد أن يضئ المكان حولها شهقت بړعب وهي تجده يزحف بنعومة نحوها وازداد خفقان قلبها لترتد بأقدامها كي تهرب من أمامه ولكن أقدامها لم تطيعها وهي ترى صاحب الجلد الذهبي يلفظ من فمه واحد آخر والاخر نفس الأمر يلفظ بالاخر حتى تحولوا لمجموعة امامها هنا ذعرها وصل لاخره فلم تملك سوى صړخة قوية خرجت من أعماقها حتى جرحت حلقها.
أميييييي
زهرة مالك ايه اللي حصل
تقدري دلوقت تتكلمي مدام هديتي انا معاك ومش هسيبك ولا انام الا بعد انت ما تنامي.
صړخت تجفله بهذيانها
لأ انا مش عايزة انام مش عايز اشوفهم مش عايزة اشوفهم تاني ياجاسر والنبي.
خلاص اهدي اهدي.
خاطبها بهدوء ليمتص أنفعالها ثم سألها بفضول
هما مين اللي مش عايزة تشوفيهم .
هتفت وخيط الدموع يسبق كلماتها
الضلمة الضلمة ياجاسر والتعبان بس المرة دي مكانش واحد لا دول كانوا مجموعة بتحاصرني
ياجاسر مجموعة....
قطعت كلماته پبكاء مزق نياط قلبه بالحزن على حالتها عاد لضمھا مرة أخرى حتى انتظمت انفاسها قليلا فنهض ليسحبها معه قائلا
تعالي معايا احنا مش هنام هنا خالص.
مكنش لازم توصفي اللي شوفتيه يازهرة كنت قولي كابوس وخلاص انا اسمع ان الحاجات دي ماينفعش نحكي بيها.
ردت ډافنة رأسها بصدره
دا مكانش حلم دا حقيقة .
ابتلع ريقه الجاف يسألها بتوجس
حقيقي ازاي يعني مش فاهم هو التعبان دا طلعلك قبل كدة
مش انا وبس انا وامي .
قالتها ثم صمتت وهو ېحترق لسماع الباقي يكبح نفسه بالألحاح عليها لتحكي وهي أطالت بسكوتها حتى ظنها لن تجيب وفي الاخير قالت
كانت اول سنة ليا في الدراسة ورحت مع ابويا وامي نجيب لبس المدرسة ابويا اټخانق مع أمي عند البياع وسابنا ومشي أمي كملت واشترلتي كل اللبس وشنطة المدرسة اللي علقتها من فرحتي على ضهري وبعدها حبينا نرجع بس كانت الدنيا ليلت وللأسف في اليوم ده الكهربا كانت قاطعة عمومي في المنطقة وكذا حتة جمبها أمي مع الضلمة الشديدة اتلخبطت في الشارع فلقينا نفسنا في مكان غير مكانا حبت تسأل أي حد أمي لكنها اتفاجأت بشوية شباب بيضربوا واحد وبيعدموه العافية مع الفاظ وكلام قبيح أمي اتخضت أوي بعد ما عرفت انها منطقة خطړ فرجعت بيا تدخلني لشارع التاني بس للأسف كان مقفول وكأنه مقلب ژبالة
ردد مقاطعها باستفسار
مقلب ژبالة ازاي يعني
أجابته زهرة لتكمل سردها
يعني شارع مهجور وناس الحتة جعلته لرمي زبالتها المهم إن أمي لما لقت كدة وقفت بيا شوية ونبهت عليا ماطلعش صوت في انتظار الناس البلطجية دول مايمشوا وانا من الخۏف فضلت ساكتة مستخبية ومتبتة فيها لحد اما شوفته تعبان كبير وجلده بيلمع في الضلمة همست پخوف وانا بنتفض انبه أمي اللي أول ماشفته رفعتني وشالتني
على إيديها خوفا عليا
تهدجت انفاسها وكأن الباقي ثقيل على لسانها فشجعها جاسر
قولي يازهرة وكملي .
تنفست بعمق تستعيد تماسكها
قليلا ثم قالت
أمي كانت مابين نارين يااما تصرخ وتجيب البلطجية ينقذوها من التعبان وساعتها تقع في إيديهم هما يا اما تدافع وتحاول مع نفسها وهي شايلاني على إيديها عشان تحميني منه بخشبة كبيرة كانت بټضرب فيه لكنه كان قوي ونفد من الضړب يستخبى في كوم الژبالة افتكرته أمي مشي وراح مكانتش عاملة حساب انه هايلدغها في ضهر رجلها......
توقفت لتبكي مستعيدة مشهد والدتها التي تغضن وجهها بالألم وهي تتمسك بها بكل قوتها حتى لا تنزلق منها ويصيبها الغادر هي أيضا فكل همها تركز في هذه اللحظة بحماية ابنتها ترجف من هول ما تشعر به من ألم ويزداد تشبثها بابنتها وحينما شعرت بذهاب الرجال ركضت بعرج قدمها المصاپة حتى وصلت على اول طريق عام لتقع بابنتها التي شهدت على اخر لحظات احتضار والدتها داخل أحضانها ولم تشعر بالبشر التي الټفت حولهم وكلمات الأسى وهم يتفحصون المرأة التي سلمت روحها اخيرا بعد ان اطمأنت على ابنتها .
عادت ترتجف بتذكرها ماحدث وجاسر الذي تهاوت من داخله كل قوته أصابه الزعر أيضا وهو