صراع الذئاب بقلم ولاء رفعت
المحتويات
الذي أنقذها ليدلف كلا من كنان وزينات أشار قصي لها بأصبعيه وعندما رأت هاتفها بيده هربت الډماء من وجهها
أندفعت صبا قبل أن تخطأ زينات ويكتشف كذبتها
أنا اسفه يا داده أخدت الفون من وراكي
زينات بتصنع وهي تسايرها
هو معاكي أنا كنت قالبه عليه الدنيا ف المطبخ
بادلهما قصي بنظراته فأعطي كنان الهاتف وقال
كنان تروح تلم كل الموبايلات من الشغالين ف القصر وقولهم ممنوع الموبايل طول فترة شغلهم ويستلموه لما يخلصو ويروحو
قصي وأنتي أتفضلي روحي ع شغلك ولو أتكررت حركة زي دي تاني مش هراعي وقتها إنك ست كبيرة أظن إنك فهماني
أومأت له ثم قالت
اسفه يا باشا مش هتتكرر تاني عن إذنك
قالتها وهي تسرع بالمغادرة تتنفس الصعداء
صبا أنا عايزه اعرف وأخرة معاملتك دي ليا اي ممنوع الخروج غير وانا معاك ممنوع الموبايل ده لو كنت ف سجن حقيقي كنت هاخد حريتي عن كده
سميها بخاف عليكي يا حبيبتي
أبعدت يده عنها
جهزي نفسك بعد ساعه عشان خارجين
لم تجيب وذهبت بينما هو أخذ من فوق مكتبه سيجارته فأشعلها متنهدا وقال
شكل مشوارنا هيبقي طويل ياصبا
في شركة البحيري
عزيز دلوقتي تقدرو تتفضلو
ع مكاتبكو قالها مشيرا إلي الموظفين فغادر الجميع
آدم عن أذنك أنا يا بابا رايح ع مكتبي
أشار له ليتوقف وهو يتفحص الورق الذي أمامه ثم تركه وخلع نظارته الطبية ونهض
أنت هتيجي معايا نطمن ع عمك سالم بقالنا كام يوم مقصرين معاه
آدم حاضر بس هعمل مكالم
قاطعه والده بحزم
زفر بضيق أذعن لأمر والده وغادر معه متجهين نحو المشفي
و أمام المشفي ترجلت من سيارة الأجرة فصدح رنين هاتفها
أجابت الو ياطه أنا وصلت خلاص دقيقه وهاكون عندك سلام
أغلقت المكالمه وولجت عبر البوابة الزجاجية وصلت إلي المصعد ودلفت إلي داخله ضغطت ع زر الطابق وكاد يغلق المصعد ليوقفه آسر بقدمه
مأزره الطبي مبتسما إلي الخديجة وقال
وأنا بقول الأسانسير ماله منور ليه أتاري القمر جواه
تجاهلته خديجة فمد رأسه نحوها بشكل مضحك وقال
هو القمر لسه زعلان
وفجاءه توقف الأسانسير وأنقطع التيار بداخله
خديجة اي الي حصل ده
شعر آسر بخۏفها من نبرتها فقال
مټخافيش ثواني وهيشتغل
ياه لو الأسانسير فضل معلق كده ونفضل محبوسين جواه أحلي حپسه دي ولا أي قالها آسر
أزداد توترها فصاحت بتحذير
أرجوك يادكتور آسر التزم حدودك
أحس بالإحراج فقال
أنا مش اصدي اضايقك والله كنت عايز الطف الجو خصوصا لما لاقيتك خاېفة عموما آسف لو ضايقتك
خديجة طيب ممكن نخلينا نشوف صرفه للعطل ده
آسر ثواني و
لم يكمل ليقاطعه
المصعد متحركا لأسفل بإهتزاز فأطلقت صړخة بفزع أقترب آسر منها ليطمئنها عاد المصعد للطابق الأسفل كما كان
دخل كل من آدم وعزيز من الباب
رن هاتف عزيز فتوقف ف المدخل وقال أطلع أنت وأنا هخلص المكالمه وجاي وراك
ذهب آدم متوجها نحو المصعد وضغط ع الزر الجانبي فأنفتح المصعد ليتفاجاء بخديجة ممسك بزراعها آسر وهو يقول لها
خلاص أهدي الباب أتفتح
هدأت وهي تسحب زراعها الممسك به لتجد من يقف أمامها يرمقها بنظرات سخرية
آدم أزيك يادكتور آسر عاش من شافك
آسر الحمدلله يا باشمهندس اديني موجود وفاضي كمان أنت الي
مبتسألش
لم يبعد عينيه عنها وقال
ماهو واضح فعلا
غادرت خديجة المصعد ووجهها تجمعت به كل ألوان الخجل فبالرغم إنها غاضبة منه لكن لاتريد أن يظن بها السوء
صعدت الدرج حتي وصلت وهي تلتقط انفاسها بصعوبة وقفت أمام الغرفة حتي تهدأ ثم ولجت إلي الغرفه فوجدت شقيقها الذي يملأ وجهه الكدمات وبعض الچروح وبجواره يجلس آدم
أسكتها طه حتي لا تسأله ما سبب مابي وجهه فقال أي ده أنتو اتقابلتو ع كده
آدم اه بس الظاهر خديجه معجبهاش الأسانسير فطلعت السلم
أشتد حنقها من نظراته وتلميحاته فقالت
الاسانسير اتعطل لما كنت فيه وبعد كده رجع اشتغل تاني
بادلها آدم بإبتسامة ساخره
طه أنا قلقت عليكي قعدت أتصل بيكي اداني غير متاح
خديجة وهي تبحث عن هاتفها ف الحقيبة بالتأكيد عشان كنت ف الأسانسير و
لم تجد هاتفها تنهدت ثم أردفت ثواني هاروح أشوف الموبايل شكله وقع مني
آدم وهو ينهض ثوان أنا جاي معاكي
فلم تهتم له لتغادر وهي تبحث ف الرواق فقام بجذب يدها واضعا بداخلها الهاتف وقال
خدي موبايلك أهو بعتهولك معايا دكتور آسر
أنتفخت أوداجها من ذلك الآدم فقالت
أنت فاهم غلط الاسانسير كان عطلان ولما اشتغل نزل لتحت فڠصب عني صړخت من خۏفي محستش إنه
مسك دراعي عشان يهديني وقتها أنت وصلت وبعدين أنت مالك متضايق ليه
قطب حاجبيه وأحتدت عينيه وقال
وأنا أي الي هيضايقني يا شيخة خديجة لاكون بغير عليكي مثلا !ولا أكون بحبك وأنا مش عارف
كلماته الساخره جعلت قلبها أنتفض و ف نفس اللحظة أرادت صفعه فقالت
لاء وأنت الصادق يكون عجبك القلم وهو نازل ع وشك فعايز واحد كمان
قالتها وقبل أن تثور أغواره ويدركها غضبه ركضت بأقصي سرعه وعادت إلي الغرفة
زمجر پغضب جارف وود لو يمسك بها يلقنها عقاپا ع ماتتفوه به
حل المساء ليسود الظلام
لتبدأ مصابيح الزينة بالإضاءه وتتصاعد الموسيقي الصاخبة من الآلات الموجوده فوق المنصة الخشبية وع يمينها مقاعد مخملية مزينه للعروسين
تنتهي تلك الفتاه من وضع حمرة الوجنتين لرحمة ذات العينين التي تكاد تذرف دما من كثرة البكاء
الفتاه
حرام عليكي ياعروسه دي سابع مره أمسحلك الميك أب وأعيدو من أول وجديد أنتي مڠصوبة ع الجوازه دي ولا أي
والدة رحمة خالص يابنتي هي بس كان نفسها يبقي معاها ابوها الله يرحمه ف اللحظه دي
فاتن شقيقة عادل التي تقف وتتابع الموقف قالت
فرفشي كده يا رحومه ده الليله ليلتك انتي وابيه عادل مش معقوله هتنكدي ع أخويا من أولها
والدة رحمة ربنا مايجيب نكد إن شاء الله فأنحنت نحوها هامسه
افردي بوزك الناس هتاخد بالها ومش ناقصين فضايح
كانت رحمة تكتفي بالإماءه لوالدتها ذهنها ف ملكوت أخر تمنت أن يكون زوجها طه وليس ذلك عديم الډم والإحساس أو كما تلقبه إبن
أمه لاتنسي تلك اللحظه عندما عقد قرانها وكأنها تباع بأرخص الأثمان
خلاص كده خلصنا قالتها الفتاه
فاتن لما أتصل ع أبيه عشان ياجي ياخدك
وبعد قليل تعالت الزغاريد من المعارف والجيران ويخرج عادل برفقة عروسه ليندفع نحوهم الكل يهنئهم
أقتربت والدة عادل من رحمة التي كانت عبارة عن جسد بلا روح جذبتها بمعانقه أعتصرت جسدها بقوة حتي شعرت بطقطقة فقراتها
فهمست ف أذنها
مبروك يا مرات ابني قالتها بصوت مسموع ثم قالت بهمس
اعدلي خلقتك مش ناقصين فضايح واحمدي ربنا إن ابني ستر عليكي ومسبكيش لأخوكي يقطعك حتت ويرميكي للكلاب
قالتها وأبتعدت وهي تبتسم لها إبتسامة صفراء
لاتصدق ماتسمعه الآن تدعو الله إن ما تعيشه حاليا يكون مجرد حلم مزعج وستفيق منه لكن التهنئات والزغاريد والأغاني والموسيقي التي
تخترق أذنيها تؤكد لها إنها أصبحت ف واقع مرير لامفر منه
صعد العروسين إلي مقاعدهم وبدأ الإحتفال كباقي الأفراح الشعبية التي تقيم بالشوارع
عاد كلا من خديجة وطه الذي وقف أمام البناء ينظر صوب رحمة التي تجلس بمفردها وعادل يتراقص مع أصدقائه
خديجة طه ممكن اروح أبارك لرحمه ولو هيضايقك بلاش وممكن هابقي اروح اباركلها ف وقت تاني
ربت طه ع كتفها وقال روحي ياخديجه انا مش هزعل بالعكس عايزك تواسيها وتخففي عنها
خديجة حاضر اطلع أنت وأنا شوية وهاجي عشان احضرلك العشا
طه لاء أنا هاتمشي شويه عايز اشم هوا
خديجة طيب خد بالك من نفسك
تركته وذهبت لتهنأ صديقتها فتقابلت مع شيماء وذهبا معا إليها
قابل طه عبدالله فأرتمي ع صدره وأجهش بالبكاء
عبدالله اي يا صاحبي ما تنشف كده هي مش أخر واحده ف العالم
طه بنبرة باكيه انا ياما
أنقطعت شهقاتها فأحست خديجة بثقل رأسها ع كتفها فقامت بهزها
رحمة يا رحمة
ألتفت شيماء لتراها فشهقت وصاحت الحقي دي أغمي عليها
توجهت النساء نحوها ف محاولة إيقاظها فقامت إحداهم بنثر العطر بالقرب من أنفها فأستعادت وعيها لكن يبدو عليها الأعياء والتعب توقفت الأغاني
والدة عادل يا حبيبتي يابنتي ماكلتش حاجه من بدري هتلاقيها عشان كده اغمي عليها عااااادل انت يا ولاه
جاء راكضا ايوه ياما
أبتعد الجميع عن العروس فأردفت والدته شيل عروستك وفوءها ف شقتكو يلا وخليها تاكل وابقي انده عليا عشان اطلع أطمن عليها
قالتها ثم غمزت له
جاء نحوه أسامه الذي
كان منشغلا مع الحاضرين وقال
رحمة أنتي كويسه
رمقته رحمة بنظرات لوم وعتاب فأومأت له ثم ذهبت مع زوجها
ليعود الإحتفال كما كان وبعد مرور أكثر من ساعتين والكل ذهب وأنتهي الفرح
كادت تصعد والدة رحمة إلي إبنتها لتطمأن عليها فأوقفتها عديلة
خير يا ام رحمه عايزه حاجه ياحبيبتي
أندهشت والدة رحمة من ردة فعل عديله فقالت
طالعة أطمن ع بنتي قبل ما اسيبها أمانه عندكو يا ام عادل
أبتسمت بتصنع وقالت مټخافيش يا ام اسامه بنتك ف عنينا وبعدين هي مع جوزها فوق ومينفعش نزعجهم دول عرسان والليله دخلتهم
تنهدت بسأم فقالت عندك حق هابقي أطمن عليها بكرة ف الصباحية إن شاء الله
عديلة طبعا ياحبيبتي تجيلها وتنوري
عن إذنك بقي هاطلع اريح
أتفضلي ياختي
قالتها وذهبت مع نجلها وقالت
أنا قلبي مش مطمن ع البت يا اسامه
اسامه كلها الليلة وابقي روحيلها الصبح اطمني عليها
ولجت عديلة إلي منزلها لتجد شقيقتها ف إنتظارها فقالت
يلا يا سيده
سيدة ماتشوفي يا ختي ليكونو نامو
عديلة نامو أي أنا مأكده عليه يبقو صاحيين
سيدة والله ما عارفه لازمته اي يا ختي
فاتن وهي تمسك بهاتفها تتصفحه
أنتي طالعه لهم ليه ياما
عديلة خليكي ف حالك يابت واقفلي الباب عليكي وإحنا نازلين ع طول
فاتن من
غير زعيئ ياما حاضر
وبالأعلي تتمدد رحمة فوق التخت بعدما أبدلت ثوبها بعباءه سوداء فضفاضة فأنتفضت عندما سمعت رنين جرس المنزل وبعدها ولجت إليها عديلة فشهقت
هاااا يا ليله سوده اي الي انتي لبساه
ده يا منيله !!!
نهضت رحمة وهي تعتدل من مظهرها فقالت
إزاي حضرتك داخله عليا من غير ماتخبطي
أتسعت عينيها بالڠضب وقالت
صاحت بها رحمة وهي تحذرها
لو سمحت اتكلمي معايا بإحترام احسن وقسما بالله لأسيبلكو البيت واروح لأمي
قهقهت بسخرية وقالت ليه ياحلوه هو دخول الحمام زي خروجه !! ولا عايزه تجرسينا ف الحاره وتجيبي العاړ لأبني
رحمة أنا كل الي عيزاه محدش ليه دعوه بيا وتسبوني ف حالي
عديلة هنسيبك ياختي بس لما ابني يدخل عليكي
أتسعت عينيها پصدمة وقالت
أظن دي حاجه خاصة مابيني وبين ابنك
١٤
وبالأعلي تجلس بغرفة الرسم كما تسميها تلون بالفرشاه تلك القلوب المنقسمة إلي نصفين وتذرف دماءها كانت عبراتها تتساقط ع اللوح التي تمزج عليه الألوان فتختلط عبراتها بها لتنتهي من رسم لوحة بعنوان قلوب مټألمة
توقفت عندما رن جرس المنزل ذهبت لتري من الطارق
حارس البوابة معلش أتأخرت عليكي يا كارين هانم اتفضلي الحاجات الي طلبتيها
كارين وهي تأخذ منه الأكياس البلاستيكيه
ولايهمك ياعم حامد ثم أخرجت
متابعة القراءة