جواز اضطراي بقلم هدير محمود
المحتويات
تسمح لها بالسواقة الآن اتصلت به وطلبت منه أن يأتي إليها ليعيدها للمنزل وبالفعل بعد حوالي نصف ساعه كان أمامها لم يسألها شيء ولم يتكلم ف حالتها كانت يرثى لها وحينما عادا إلى منزلهما نظر إليها متسائلا
اليوم كان صعب أوي مش كده
فعلا أصعب مما تتخيل
معلش ..طب روحتي ليه
كان لازم أروح ..بس عارف لأول مرة في حياتي كنت بتمنى إني مكنتش روحت
ياريت كان الموضوع على قد التعب كل الحالات اللي حاولت انقذها ف ال 8 ساعات ماتوا لدرجة إني مبقتش قادره أعد هو ماټ كام حد الراجل والست مش أنا بس تقريبا معظم الحالات اللي دخلت مع بقيت الدكاترة ماتوا متخيل!.. ريحة المۏت كانت في كل مكان والاصابات كانت صعبة وخطېرة المۏت غلبنا كلنا كنا طول اليوم بنحارب شبح المۏت اللي كان حوالينا في كل مكان
عمرك ما هتحس باللي كنت فيه النهارده ومتمناش أنك تحسه لأنه صعب صعب أوي ..هو احنا ليه بيحصل فينا كده يا أدهم ليه كل شويه حاډثة قطر ..أتوبيس ..عبارة ..عربية ..انفجار ..ارهاب ..ليه ليه يا أدهم بقينا نهون على بلدنا كده !أنا كنت بعشق تراب البلد ديه ومكنتش أقدر أتخيل إني ممكن اسيبها في يوم من الأيام لكن خلاص تعبت مش قادره أشوف كل الۏجع ده أنا عايزة أسافر أرجوك يا أدهم لو تقدر تساعدني في الموضوع ده ياريت عايزة أسيب مصر
أهدى !أنتا متخيل حالة أهالي الناس اللي ماټت عاملة أزاي متخيل وجعهم اللي فقد ابن واللي فقد أم واللي فقدت زوج واللي
فقد زوجة ..ليه مبنسمعش مثلا عن حاډثة في الكومبوند الفلاني ولا المدينه الفلانية ليه دايما كل الحوادث بتمس الناس الغلابة اللي بيجروا طول اليوم عشان بس يجيبوا قوت يومهم ويحاولوا يحاولوا بس يعيشوا زي البني آدمين ده لو سمينا عيشتهم ديه أصلا آدميه ..أنتا عمرك ما هتحس باللي بقوله لأنك سافرت بره وقعدت في أمريكا مدة طويلة ولما رجعت كان معاك اللي يخليك تشتري شقة ف مكان كويس ويبقا ليك العيادة بتاعتك وتشتغل في مستشفى خاص استثماري مش بيدخلوها إلا class A .. مش بتشم إلا ريحة البرفانات لكن أنا شوفت الغلابة دول واتعاملت معاهم كل يوم في شغلي في المستشفى القديمة وشميت ريحة تعبهم ووجعهم ..احنا كنا طول الوقت مستورين أو من اللي بيقولوا عليهم الطبقة المتوسطة
أه قريته قبل كده
كنت بقول عليه مبالغ أوى وشايف الدنيا سودة بس الظاهر أنه كان شايفها صح أوى افتكرت النهارده فقرة من كتابه سيتركون العاصمة القديمة لتحترق بأهلها وتندثر ظلما وقهرا وفقرا ومرضا وسيذهبون إلى عاصمتهم الجديدة حتى لا تتاذي أعينهم بكل ذلك الدمار تفتكر حد من الطبقة العليا ديه يقدر يستحمل اللي شوفته النهارده الأجابة لأ طبعا عينهم تتجرح لكن احنا عادي ڼموت ونتوجع ونفضل نضحك على نفسنا ونقول بكرة أحلى
ارتاح وأنام ! أزاي بعد اللي ماتوا بين أيديا وأنا مقدرتش أنقذهم
فاكرة يا مريم لما الست اللي بتولد ماټت مني قولتيلي أيه هقولك نفس كلامك عمرهم انتهى لحد اللحظة ديه وأنا كمان واثق أنك عملتي كل اللي تقدري عليه وأكترعشان تنقذيهم بس في الأول والآخر إرادة ربنا هي اللي بتتم يبقا نقول أيه
صح كده إنا لله وإنا إليه راجعون طيب لازم تآكلي حاجة بقا أنتي من الصبح مأكلتيش حاجة وأنتي عارفة أن ضغطك واطي ومينفعش قلة الأكل ديه
لأ معلش يا أدهم مليش نفس ..
مفيش حاجة اسمها مليش نفس وبعدين أنا كمان مكلتش وكنت مستنيكي عشان نتغدا مع بعض
وافقت مريم على مضض وجلست على المائدة لكنها لم تأكل شيئا حاول أدهم معها لكنها طلبت منه أن يتركها وستتناول الفطور في الصباح .. وتركته ودخلت غرفتها حاولت أن تجاهد نفسها ولا تفكر فيما مر عليها اليوم لكنها لم تستطع وظلت ليلتها تتقلب من جانب إلى آخر وهي تتسائل أي ذنب أقترفت هؤلاء الناس حتى يموتوا تلك المۏتة البشعة !..ولما يئست من النوم قامت وتوضأت وظلت تصلي وتبتهل إلى الله أن يرحم هؤلاء الأموات وأن تقيهم نيران الدنيا التي احترقوا فيها نيران
وفي الصباح دخل غرفتها على أطراف أصابعه حتى لا يوقظها اطمئن عليها وكتب لها ورقة انه سيأخذ لها اليوم أجازة حتى ترتاح من جهد أمس وأعد لها الفطور ووضعه على الفوتيه بجانبها ووضع تلك الورقة على الصينية حتى تراها ..
ذهب هو إلى عمله لكن عقله كان شارد بها وفي حالتها طيلة يومه ولقد لاحظ سيف شروده بينما كان يحدثه ف نظر له قائلا
أيه يا عم أدهم مش مركز معايا ليه اللي واخد عقلك
لأ معاك بس متضايق شويه عشان مريم
مالها
مفيش راحت امبارح المستشفى بتاعتها عشان الحاډثة بتاعت القطر اللي كانت في رمسيس وقعدت هناك طول اليوم وراجعه حالتها النفسية زفت
عندها حق والله ..الله يكون في عونها الواحد مستحملش يشوف المتابعة في التليفزيون فما بالك بقا باللي عاش في الأحداث ديه
أنا روحت خدتها من هناك مكنتش قادرة تسوق
طيب ما تحاول تخرجها من الحالة ديه
ياريت اقدر بس مش عارف ممكن أساعدها أزاي
بس حلو في بدايه قلق واهتمام وشكلك هتقع في المصيدة قريب
والله أنتا فايق ورايق ده شعور انساني ملوش دعوة بالهبل اللي أنتا بتقوله ده
لا والله شعور إنساني ماشي يا إنسان أنتا بص حاول تخرجها اعزمها على الغدا بره قضوا يوم ف أي مكان فيه بحر
أنتا عبيط يا سيف ديه بنت عمي مش مراتي بأي حق يعني هعمل العبط ده
يا سلام هما بس المتجوزين اللي بيسافروا مع بعض ما الاصحاب بيسافروا عادي
يا ابني احنا أولا مسلمين وده مينفعش لايجوز يا بيه ثانيا أحنا صعايده معندناش الهبل اللي بتقول عليه ده
صعايدة أيه والنبي يا أدهم يا ابني أنا من يوم ما شوفتك عمرك ما اتكلمت ولا كلمة صعيدي وحتى مريم مسمعتهاش بتتكلم صعيدي خالص يبقا بلاش تماحيك في الصعايده بقا
مقولنا متقولش والنبي يا سيف أسمها بالله عليك ماشي وبعدين حتى لو.. مين قالك انها هتوافق وبعدين لأ مينفعش عايزني اسافر معاها لوحدي أنا أه عايز أساعدها بس في الأول والآخر هي ست وأنتا عارف أنا مش بطيق الستات ولا سيرتهم
يادي النيلة على العقد يا سيدي اعتبره موقف انساني مش ده كلامك بردو
غور ف داهية يا سيف أنا بكلمك ليه أصلا يلا سلام
براحتك يا ابو الشباب ..سلام
سلام يا أخويا
ظل أدهم يفكر طويلا في اقتراح سيف الذي نال في نفسه استحسان وقبول لقد وجد أنه الحل الوحيد الذي بإمكانه تغيير حالتها النفسية للأفضل لذا قرر أن يقوم بهذا الحل حتى وإن كان لا يرغب في ذلك وقرر ألا يخبرها لانها قد تعترض سيخبرها فقط أنهما ذاهبان لمشوار مهم وسيعد هو كل ما يلزم لتمضيه هذا اليوم وبالفعل ذهب للهايبر ماركت الموجود بالقرب من المستشفى واشترى كل ما قد يلزمهم في رحلتهم تلك واشترى مايوه محجبات ل مريم علها تود نزول البحر ف تجد ما ترتديه وبعدها عاد أدراجه للمنزل وجدها مازلت في غرفتها طرق عل باب الغرفة وأستأذن بالدخول ف أذنت له وحينما دخل غرفتها دار بينهما الحوار التالي
ها عاملة أيه دلوقتي
الحمد لله أحسن
طيب جهزي نفسك بكره عندنا مشوار مهم
مشوار فين أنا نازلة الشغل
لا أنا خدتلك أجازة
أنا هقضيها أجازات ده أنا كل شويه بآخد أجازة
أنا قولتلهم أنك
تعبانة وخدتلك أجازة مرضي
وليه يعني ومشوار أيه ده اللي هنروحه ومع بعض كمان
بكره هتعرفي أرجوكي بلاش رغي كتير وأسئلة لأني مش هرد عليها
وأنا مش هروح في حتة إلا لما أعرف
مريم بلاش تتحديني هتخسري أكيد
أرجوك يا أدهم أنا فعلا مش مستعدة أروح في أي مكان
لو سمحتي يا مريم اسمعي كلامي ومش هتندمي يلا بقا عشان نتغدا أنا جعان جدا وعلى فكرة جبت أكل وأنا جاي ف خلينا نآكل قبل ما
الأكل يبرد ده إن مكنش برد فعلا
لأ مليش نفس
مش عايز أسمع لأ ديه اتفضلي يلا
أووف طيب
مرت الليله وفي الصباح كان أدهم قد نزل ووضع كل المستلزمات التي سيأخذونها معهم وذهب فأيقظ مريم وأعد لها فطور سريع وهرب من العشرات من الأسئلة ارتدت مريم ملابسها ونزلت معه على مضض لذلك المشوار المهم على حد تعبيره وهي لا تعرف إلى أين ركبا السيارة وتحركا في طريقهما للعين السخنه ف هي تعتبر أقرب مكان إليهما.. كانت مريم تتابع الطريق من نافذة السيارة تحاول أن تستشف إلى أين هما ذاهبين حتى وجدت لافته مكتوب عليها العين السخنة وأشارة بسهم لتوضيح إتجاه السير نظرت لأدهم متسائلة
احنا رايحين السخنه ليه
محتاج أغير جو وقولت أكسب فيكي ثواب وأخدك معايا
وده وقته !
طبعا وقته أنتي محتاجة يوم تغيري فيه جو هو يوم واحد هنقضي داي يوز في فندق هناك وهنرجع على بالليل وأكيد هيفرق معاكي
طب مش تقولي
مكنتيش هتوافقي وأنا كان لازم أساعدك عشان تخرجي من جو الاكتئاب ده وعشان متحسسنيش إني ثري عربي وتقوليلي ناس ماټت واحنا نروح نصرف فلوس ونروح فنادق والكلام ده ..على فكرة يا مريم أنا مش غني ولا حاجة أنا لما سافرت أمريكا عملت مبلغ بس مش زي ما أنتي متخيله يعني مش مليونير بس أنا بحب اتبسط اللي بيجي بصرفه ف بتحسي إني عايش مرفه
أنا مقصدتش حاجة والله ربنا يزيدك بس أنا كنت أقصد أن ...
قاطعها قائلا أنا عارف أنتي تقصدي إيه ومش زعلان من حاجة المهم أنا عايزك تتبسطي النهارده على قد ما تقدري عشان تنزلي بكرة الشغل ف حالة كويسة
شكرا أنك مهتم
أنا مش مهتم ولا حاجة وبعدين أنتي لما كنت في موقف مشابه مسبتنيش إلا لما خرجتيني من الحالة ديه وأكيد مش هتطلعي أنتي أحسن مني
لا حول ولا قوة إلا بالله هو أنتا لازم دبش في كلامك على العموم بردو شكرا
وأخيرا وصلا الفندق دخلا معا وكان الفندق يبدو عليه أنه من فئة الخمس نجوم وكان يطل على إحدى الشواطيء الرملية الناعمه ..
نظر أدهم إلى مريم متسائلا
تحبي نفطر الأول ولا نقعد على حمام السباحة
لا مش عايزة أفطر ما احنا لسة واكلين في
متابعة القراءة