مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

إليه بنظرات متسائلة وعيون باكية .. فقال بهدوء 
أنت طالق
واستدار بجسده إلى حسن الذى كان ينظر إليها پشماتة .. فأمسك بتلابيبه ودفعه بالاتجاه الآخر وهو يصيح به 
أمشى من هنا يا ديل الكلب انت
نظر الدكتور حمدى إليه متسائلا وهو يقول 
أيه علاقة حسن باللى بيحصل يا فارس
أطرق فارس برأسه وهو يحركها يمينا ويسارا قائلا بأسف
معلش يا دكتور أنا تعبان ومحتاج أروح دلوقتى
وضع حمدى يده على كتف فارس وقال متفهما 
روح أنت أرتاح ...
ثم أبتسم وهو يقول 
بس أعمل حسابك بعد كتب كتابك على طول هتنزل الشغل ..ماشى
ماشى يا دكتور
وقبل عقد القران بيوم واحد كانت عزة وعبير فى زيارة مهرة التى كانت كانت تظن أن شمس اليوم التالى ستشرق من أجلها وأن القمر سينتصف السماء
من أجلها لا لينير الأرض كما يفعل كالعادة ولكن سيحذو حذو الشمس وسيفعل ذلك لها وحدها .
ما مهرة وهى ترحب بهما فى منزلها بسعادة وجلست أمامهم وهى تلاعب الأطفال وعزة تنظر إليها بدهشة بينما قالت عبير بمرح 
علشان تعرفى بس أن قلبى كان حاسس ها
بصراحة يا مهرة انا مستغربة أوى .. محدش كان يفكر أبدا ان العلاقة بينك وبين فارس تبقى أكتر من علاقة بنت باخوها الكبير
نظرت لها عبير معاتبة بينما قالت مهرة بخفوت 
أنا عمرى ما شوفت فارس اخويا .. كنت دايما بشوفه قدوتى وانى نفسى ابقى زيه.. حتى ساعات كنت بتمنى ابقى شبهه فى الشكل من كتر منا كنت بحب اقلده فى كل حاجة ..عارفة العلامات اللى بتبقى مرسومة على الطريق علشان ترشد الناس .. أهو كان بالنسبإلى كده .. لاء ده انا كنت بحس انه هو الطريق نفسه اللى من غيره أضيع واتوه .
تبادلت عزة مع عبير النظرات وهما ينظران إلى مهرة وهى تتحدث بعيون حالمة وهائمة فقالت عبير على الفور 
أنا بكره إن شاء الله هبقى عندك من أول اليوم.. وهجيبلك الكوافيرة هنا فى البيت وهجيبلك البنات اللى هيعملولك فرح زى فرحى بالظبط مش انت فاكراه ولا نسيتى
نظر إلى سترته فى المرآة متمما عليها بقلق ثم خرج إلى والدته التى كانت تنتظره بالخارج ودار حول نفسه ببطء مستعرضا حلته أمامها وقال متسائلا
ها أيه رأيك يا ست الكل
أبتسمت والدته وأقبلت عليه و بعينين دامعتين وقالت 
زى القمر يا حبيبى
قال على الفور 
تفتكرى هعجبها كده
ضحكت وهى ترفع كتفيها وتنزلهما قائلة 
أنت عاجبها من زمان ..من ساعة ما كانت فى اللفة
قبل يد والدته ولف ه حولها قائلا
تصدقى يا أمى مشوفتهاش من ساعة ما رجعت غير مرة واحده لما كانت فى البلكونة.. ومن ساعتها مش عارف اشوفها ولا حتى صدفة .. مش عارف مكسوفة مني كده ليه.. كأنى غريب عنها.. كأنها متعرفنيش .. مش عارف اخاليها تاخد على الوضع الجديد ده ازاى
أجلسته والدته على الأريكة وجلست بجواره وقالت بجدية 
أنا عاوزة اقولك كلمتين يا فارس تحطهم حلقة فى ودنك .
أعتدل وبدا عليه الأهتمام وهو يستمع لها وهى تقول 
مهرة يابنى بالنسبالك مش هتبقى مراتك وبس .. دى كمان هتبقى بنتك ولازم تاخد بالك من كده وانت بتتعامل معاها ... أنا عارفة ان فارق السن بينكوا مش كبير ولا حاجة .. أنا بينى وبين ابوك الله يرحمه 15 سنه وطول عمره واحنا متفقين الحمد لله لحد آخر لحظة .. عارف ليه يا فارس .. علشان ابوك
طول عمره كان حنين ومكنتش بحس أنه جوزى وبس كنت بحس انى بنته بيدينى الأب زى ما بيدينى حب الزوج .. فاهمنى يا فارس
أومأ برأسه وهو يحاول استيعاب
نصائحها فقالت متابعة
لو عملت كده مراتك هتحبك أكتر واكتر.. وهتبقى أغلى حاجة فى حياتها ومش هتقدر تزعلك أبدا
أبتسم ونهض قائلا
ربنا
يخليكى ليا يا أمى.. ممكن بقى نطلع أحسن من ساعة ما قولتليلى كلمة مراتك دى وأنا عاوز أطلع مش عارف ليه
ضحكت والدته بشدة وهى تضع يدها على قلبها وتقول 
سبحان الله كأنى أول مرة اشوفك بتتجوز فيها كأنك واحد تانى خالص
أخذ بيديها يساعدها على النهوض واتجه بها نحو الباب وقد فاضت نظرات الحب من عينيه وهو يقول 
صدقينى يا ماما.. أنا كمان حاسس أنى أول مرة بتجوز وأول مرة بحب
تزينت مهرة حتى أصبحت تبدو أكبر من عمرها الحقيقى ووقفت
تنظر لزينتها بالمرآة وهى تستغرب شكلها الجديد وهيئتها شردت بعقلها بعيدا وتذكرت يوم عقد قرانها على علاء ذلك اليوم الذى لم تنظر لنفسها فيه فى مرآتها أبدا ولا تعرف كيف كان يبدو شكلها وقتها ..
لم ترى إلا فستانها وهى تنظر إليه عندما كانت مطرقة برأسها حتى لا تراه وهى تجلس بجواره مطرقة برأسها حزنا.. تذكرت كيف أبدت موافقتها على الزواج منه بدون عقل واعى رغم النفور الذى شعرت
به تجاهه عندما تقدم لخطبتها ..
نطق ها بالموافقة رفض عقلها وقلبها .. حدقت بوجهها فى المرآة أكثر وقد تذكرت الطريقة التى كانت تتعامل بها مع علاء لم تعتبره يوما زوجها حتى أنها لم تظهر أمامه الا بالملابس
تم نسخ الرابط