مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

ايه
نظر لها فارس بضيق ولمعت الدموع فى عينيى مهرة بينما قالت أم فارس وهى تنظر لها بجدية
هى مبتدخلش الأوضة وهو موجود
ثم تابعت بضيق
مهرة غالية عليا ومحبش حد يكلمها كده .. حتى لو كان فارس نفسه
عقدت دنيا يها أمام ها وقالت بتهكم
يا طنط انا اللى مرات ابنك مش هيه
دنيا ..هنتكلم فى الموضوع ده كام مرة.. مش خلصنا منه قبل كده ولا ايه
تحركت مهرة بانفعال وهى تحبس دموعها وأخذت الطفلين وتوجهت بهما إلى الخارج واغلقت الباب خلفها بقوة وصعدت لشقتها دخلت أم فارس المطبخ ودخل خلفها وقال معتذرا
أنا آسف يا أمى بالنيابة عنها.. معلش متزعليش علشان خاطرى
نظرت له أمه بعتاب وقالت 
فهم مراتك ان مهرة بنتى واللى مبيحبهاش على الأقل يراعى انى بحبها وانها غالية عليا
وقال بحنو
ما انت عارفه يا ماما ان مهرة غالية عندى انا كمان ونفسى والله دنيا تحبها بس مش عارف هى واخدة موقف عدائى منها كده ليه
لاحت ابتسامة واثقة على شفتيها وقالت
انا بقى عارفة
رفع حاجبيه متعجبا وقال
عارفة أيه يا أمى
ربطت على كتفيه قائلة
مش وقته دلوقتى روح يالا اقعد معاها على ما اخلص الأكل
وخرج من المطبخ متوجها إليها لم يجدها فى الصالة الخارجية بحث بعينيه سريعا فوجدها بداخل غرفته دلف خلفها فوجدها تنظر يمنة ويسرة وكأنها تبحث عن شىء ما لا تعرفه فقال
فى أيه بتدورى على حاجة 
كانت تظن أن مهرة ربما تكون قد تركت لفارس رسالة أو شيئا من هذا القبيل فى
غرفته ولكنها قالت له 
أبدا مفيش هو انا يعنى اللى اوضتك متحرمة عليا ولا ايه
لفها إليه ورفع رأسها ينظر إليها وقال 
دنيا ..أنت اللى محرمة نفسك عليها ..هو فى حد يقعد كاتب كتابه 3 سنين !
أزاحت يديه وقالت حانقة
يوه بقى يا فارس .. أنت كل ما تشوفنى تكلمنى فى الحكاية دى .. وبعدين ماهو عندك صاحبك عمرو مش ده برضه كتب كتابه معانا تقريبا ولسه مدخلش لحد دلوقتى
حاول فارس أن يتحكم بأعصابه وكتم غضبه حتى لا تستمع والدته لما يحدث بينهم فأخفض صوته وقال بضيق
وأحنا مالنا ومال عمرو..
وبعدين هو لو عليه كان زمانه دخل من زمان .. لكن ده من ساعة ما كتب كتابه وزى ما يكونوا بينتقموا منه فى شغله ومبهدلينوا فى مشاريع بره القاهرة.. حتى مراته مبيشوفهاش غير مرتين تلاتة فى السنة .
و زفر بقوة ثم تابع قائلا
وبعدين هو عنده مشكلة فى الشقة.. لكن احنا الشقة اللى هنتجوز فيها موجودة أهى وانت وافقتى لما كتبنا الكتاب وقلتى معندكيش مانع نقعد هنا
شعرت دنيا بالتوتر يسود بينهما وشعرت أن فارس غضبه يتصاعد فحاولت من تخفيف حدة النقاش قليلا فغيرت نبرة صوتها وجعلتها أكثر نعومة وقالت
مش احنا كنا متفقين لما تخلص الدكتوراة علشان مفيش حاجة تعطلك عن الرسالة وتخلصها
بسرعة
وقبل أن يجيب سمع والدته تناديه من الخارج خرج إليها
مسرعا فقالت
الغدا خلص تعالى حط الأطباق معايا على السفرة .. وبعد كده اتكملوا بعيد عن البيت
أنا وحده عندى الضغط ومش ناقصة 
أستيقظ بلال من نومه وهو يتململ فى فراشه نظر فى ساعته بعين مفتوحة وأخرى مغمضة هب واقفا فى سرعة ليلحق بصلاة العصر فى المسجد توضأ وبدل ملابسه وسريعا للخارج فوجد عبير تجلس بجوار والدته ويتسامران ..نظر لها بعتاب وقال
كده برضوا يا عبير ..أنا مش منبه عليكى تصحينى قبل الأذان بربع ساعة
نهضت وقالت معتذره
اسفه والله يا حبيبى كنت هدخل اصحيك من شوية والكلام خدنا انا وماما
نظر إلى والدته وهى تحمل طفله الصغير على قدمها وتلاعبه فقال وهو ينظر حوله
الله .. أومال فين باقى الولاد نايمين ولا ايه
ضحكت والدته وهى تقول
لا مش هنا أصلا .. واحد مع عزة واتنين مع مهرة
نظر لهم متعجبا واتجه إلى الباب وهو يتمتم
واحد مع عزة واتنين مع مهرة.. أنا مش عارف هما دول ولادى ولا علبة ألوان
ألقى السلام وخرج وأغلق الباب خلفه متوجها للمسجد جلست عبير وهى تحمل الطفل عن أم بلال وهى تقول
والله يا ماما أنا ما كنت عارفة هعمل أيه فى العيال دى لوحدى .. لولا ان ربنا من عليا بعزة ومهرة وانت كمان يا ماما بتتعبى معانا أوى ربنا يخاليكى لينا
ربتت ام بلال على كتفها برضا وأردفت تقول
انا مكنتش مستغربة من عزة لأنها كبيرة ماشاء الله وتقدر تخلى بالها من طفل صغير .. اللى كنت مستغربة منه بجد هى مهرة .. تعرفى يا عبير لما شفتها فى فرحك حسيت أن البنت دى هتبقى
قريبة مننا أوى وحسيت انى اعرفها من زمان ولما ولدتى وجبتى الأربعة ماشاء الله.. صممت تيجى تقعد
معاكى وأمها بصراحه مقالتش لاء .. وفى أسبوع واحد كانت اتعلمت تتعامل مع العيال ازاى .. والعيال كمان اتعلقت بيها أوى ..بس تعرفى يا عبير أمها كمان بتحبك أوى
ابتسمت عبير وهى تقول
أم يحيى دى غلبانة أوى يا ماما.. هى اللى شايلة بيتها على كتفها.. جوزها أصلا بيخرج الفجر مبيرجعش غير نص
تم نسخ الرابط