بقلم ايمان حجازي

موقع أيام نيوز

وجلس علي طاوله صغيره وعينيه مازالت تنظر إلي زينه الراقده علي فراشه ليري أن فتحت عينيها أم لا ..
احضر بعض الطعام الذي جلبه منذ قليل وشرع في تناوله وعينيه مازالت تتنقل عليها بين الحين
والأخر الي شعر بحركتها البسيطه ..
هزت زينه زينه رأسها قليلا واصدرت صوتا ضعيفا جدا ولكنه كان كافيا ليصل الي مسمعه كانت في حاله اللاوعي حينما فتحت عينيها ببطئ شديد لتري أنها في مكان مجهول بالنسبه إليها ..
خرج صوتها ضعيفا 
مايه ! .. عاوزه اشرب ..
كادت الأفكار الخبيثه أن تفتك برأسه أخذ يجوب المكان ذهابا وأيابا في تفكير عميق كور قبضتيه وضربها علي المكتب خلفه پعنف شديد صارخا بأعلي قوته
مين الواد ده !! ..
أرتجف رجاله اثر صوته الذي ارتفع فجأه استدار نحوهم پغضب وأشار بسبابته في وجهم وهو يقلل منهم في احتقار
اربع شحوطه مش عارفين يجيبوا حته عيل ما أنا مشغل معايا نسوان مش عارفين يجيبولي حته بت قد صوباعهم ..
كاد أن ينطق أحدهم ولكن عزت لم يسمح له بالحديث متجها إليه يضربه بأقصي قوته انفلت لجام عصبيته وغضبه ليصب علي البقيه فأمسك السوط بيديه وفرغ شحنته من الڠضب عليهم أخذ يلقنهم بكل قوته وهو ينزل بالسوط علي أجسادهم كأنهم حيوانات لا قيمه لها عنده اصابه التعب ولكن لم يمنعه من الاستمرار في ضربهم بقوه ..
دلف إليه تهامي قاطعا ذلك التعنيف الذي يحدث القي عزت السوط من يديه غير باليا بألمهم الذي تضاعف مرات ومرات بعد ضربهم أمس ..
وانت باللي بتعمله ده هيرجعلك البنت ولا الموبايل ولا حتي هيجيبلك اللي ضربهم بدل ما تفكر بعقل وتشوف حل للورطه اللي انت وقعت فيها وخصوصا لو كانت البنت دي فتحت الموبايل ولا شافت اللي فيه ..
رفع عزت طرف عينيه إليه في ڠضب مشحون محاولا كبحه امام أخيه مرت بضع لحظات قبل أن يجيبه 
محدش هيعرف يفتح الموبايل ده مهما كان مين ..
ثم ابتلع ريقه وهو يعيد حساباته مره اخري مطرقا في تفكير ثم ضيق عينيه وهو ينظر الي أمامه بشړ 
والبنت هجيبها ولو تحت الأرض هي والولد اللي دافع عنها وقتها بس هعرفهم يعني ايه حد يتحدي عزت ابو الدهب ..
طيب خليك انت دور ورا اللي وقف واتحداك واللي عمل واللي خلي مش عارف هفضل اصلح وراك لحد امته ..
خرج صوت عزت عڼيفا غاضبا وهو ېصرخ
مش عايزك تصلح ورايا وحقي أنا هعرف اخده كويس ..
هز تهامي رأسه في سخريه وهو يرمقه بنظرات حانقه مازال يشعر بالضيق من أفق أخيه المحدود فقط علي عدم التعرض له ولأسمه تاركا الشئ الأهم دوما والذي طالما ما يصححه أخيه خلفه

حيث كان يشغل تفكيره بعد ما علم الذي حدث بالأمس هو حسام وتلك الشحنه التي تم التبليغ عنها ولأنها قد تؤدي بهم في السچن أن لم يمضي حسام علي الاوراق التي تثبت أنه المسؤول الأول والرئيسي عن تلك الصفقه وأنه أيضا من دبر وخطط لها دون معرفه اي من رؤساء الشركه فولا بعض الضباط الخائنين الذين باعوا ضمائرهم بالمال ما كان عزت ولا تهاني خارج قطبان السچن في تلك اللحظه ..
نزع تهاني يديه من جيب حلته وتحرك من موضعه خارجا ولكن استوقفه صوت عزت متسائلا
رايح فين !
اجابه دون النظر إليه خارجا 
خليك في حالك كمل اللي بتعمله
تسلل الي أذنيه همساتها تلك فرفع بصره سريعا إليها دق قلبه بقلق وهو يتطلع إليه وسرعان ما أحضر كوبا من المياه وهو يتجه اليها ..
جلس عمار بجوارها ووضع يديه أسفل ظهرها لمساعدتها علي النهوض وعيناه لم تتحرك من علي عينيها وعلي غفله منه لم يتوقعها أمسكت زينه بيديه وضغطت عليها بقوه كي تستطيع النهوض ..
رفع عمار كوب المياه الي فمها فتناولته بنهم شديد وكأنها لم تشرب منذ زمن بعيد ..
وضع الكوب بجواره ثم عاد ببصره إليها مره اخري كانت زينه مازالت تنظر لأسفل ولم ترفع عينيها إليه غير مدركه لأي شئ وجد عمار الصمت يهيمن علي الأجواء فخرج صوته هادئا جديا يسألها 
انتي مين !
ببطئ شديد رفعت زينه وجهها اليه والتقت عيناهم للمره الثانيه للمره الثانيه التي يشعر بها عمار بشئ تجاه صاحبه تلك العيون
الرماديه وكأن شيئا حدث بينهما من أول نظره فشعر أن ذلك ذلك اللقاء الغير عادي سيغير حياته الي الأبد وأنه ليس صدفه عابره مرت عليه ..
خفق قلب زينه بقوه شديده حينما وقعت عينيها عليه كانت تراقبه منذ زمن بعيد وهي تحلم به فارس أحلامها تتمني أن يكون لها حبيبا ورفيق درب ولكنها تدرك جيدا أنه أبعد من نجوم السماء بالنسبه إليها لا تعرف طباعه أكان مغرورا أم متواضعا رحيما أم فظا ف علي الرغم من كل المعلومات التي جمعتها عنه ولكن مازال هناك نقصا لديها فهناك اشياءا لا تدرك الا بالعشره والمعامله ..
لم تكن زينه ترغب في ازاحه عينيها من عليه ولكنها شعرت ببوادر الالم بقدمها فتحركت عينيها علي الرغم منها لتري ما بها حتي وجدتها مضمده بالشاش والقطن أغمضت عينيها في وهن حينما شعرت بألالم يجتاح جسدها بأكمله ..
فتحت عينيها مره اخري بنظره متفحصه حولها للمكان الذي لم تدرك عنوانه بعد ولا لما هي متواجده به وقعت عينيها مره اخري عليه اخري ليعاود قلبها بالخفقان الشديد لتواجده أمامها مباشره ..
تنهد عمار مره اخري وهو يتفحص نظراتها تلك وعاد يسألها بأقتضاب
انتي مين ! ومين اللي كانوا بيجروا وراكي امبارح عايزين منك إيه !
أرخت زينه جسدها ببطئ في محاوله للتذكر ما حدث بالأمس حتي تكررت تلك 
ثم ارتفع صوت بكائها بصرخه عاليه تخرج من خلالها ألما
بااااباااااااااا ...
اسرع إليها عمار يضع يديه أسفل ذراعيها وهو يرفعها لأعلي حاولت زينه الأعتراض بصړاخ وقهر وهي تتذكر منظر والدها 
سيبني سيبني عايزه أمشي عايزه اروح لبابا يا باااابااااااا
انتي مفكره أن كان ممكن تكوني عائشه وبتتنفسي لحد اللحظه دي لولا أني كنت موجود ..
انصاغت زينه علي الرغم منها إليه وتوقفت عن الصړاخ شعرت بالخۏف اثر لكنته تلك التي 
مش عايز اسمع نفسك مفهوم ..
تنهنهت زينه وهي تشهق بقوه جففت عبراتها التي اغرقت وجهها بيديها الضعيفه وهي تنظر إليه برهبه ..
وضع عمار الادوات في موضعها مره اخري ثم اتجه إلي زينه يجلس أمامها بنظرات جامده متفحصه ووجه غامض أسند رصغيه علي قدميه ووضع وجهه بينهما وهو يتطلع بعينيها قبل أن يتحدث بأقتضاب
تهدي كده وتقوليلي ايه الحكايه عشان اقدر اساعدك !
هزت زينه رأسها بحزن وخوف مبهم اليه في حين تابع وهو يري خۏفها
اسمك أيه !
حركت زينه شفتيها في تلعثم وارتجاف
زين.. زينه زينه شرف الدين
بضعف شديد نهض من مكانه فور انزلاق مزلاج باب الغرفه التي كان يقبع بها كانت عينيه تلمع ببريق من الفرحه حينما شعر بقرب تحرر زوجته من قبضتهم تهللت أساريره حينما دلف إليه تهامي علي الرغم من تعابير
وجهه التي لم تبشر بالخير ولكن لم يهتم حسام بأي من ذلك تقدم منه وبيديه الأوراق موقعه منه علي كل ما أمرهم به تهامي وعزت انفرجت اساريره وتقدم إليه مسرعا في تلهف وهو يمد يده إليه بألأوراق قائلا
تهامي بيه ده الورق أهوه متوقع مني خليني اشوف مراتي بقه قبل ما تمشوها من هنا ..
كانت نظرات تهامي إليه جامده خاويه من أيه تعابير التقط منه الأوراق ونظر إليها جميعهم ثم عاود ببصره إليه مره اخري مرددا بجفاء وشړ
دي نتيجه اللي يلعب تاني مع ابو الدهب ..
أذدرد حسام ريقه في توتر مرددا بخضوع وتكاد الدموع تترقرق بعينيه 
أنا استوعبت غلطتي خلاص وهدفع تمنها ..
ثم

تنهد في حزن شديد وأغمض عينيه ثم تابع
أنا نفذت طلبكم ومضيت علي الورق وحاليا دوركم تنفذولي وعدكم عايز اشوف مراتي وتمشوها من هنا ..
رمقه تهامي بنظرات احتقاريه علي الرغم من أنه لم يكن يريد مۏت زوجته ولكن لم يهتم بتفصيله صغيره مثل تلك طالما يوجد له مخرج منها تطلع الي عينيه مباشره وهو يخبره 
ما مراتك دفعت الثمن قبلك يا أمور وربنا رحمها مننا ومن شرنا ..
توقف حسام لبضع لحظات محاولا استيعاب ما وقع علي مسمعه للتو شعر بسخونه دمائه أسفل جلده وهو يهز رأسه بعدم تصديق ناظرا إليه 
مش فاهم ! .. يعني ايه !
اطلق تهامي نفسا من سيجارته التي أشعلها في اللحظه وهو يرد عليه ببرود مستفز
لا انت فاهمني كويس بس مصډوم ومش مصدق أن ده حصل مراتك حصلها ازمه قلبيه وماټت من الخۏف ..
ظل حسام ناظرا إليه في حيره وعدم تصديق لأي حرف مما ينطق به هو فعل كل ذلك لأجلها فمن ذا اللذي يأتي ويأخبره أنه فارقته بتلك السهولة ..
وقبل أن يصحو حسام من صډمته وجد من يدلف عليه بزي رسمي ومعه بعض رجال الشرطه وقف ذلك الرجل بجوار تهامي وهو يردد بجمود متسائلا
هو ده يا تهامي باشا !
أشار تهاني الي حسام التي كانت عيناه مليئه بالڠضب قائلا بأحتقار وڠضب مصطنع
ايوه يا رفعت ده الكلب اللي استلم شحنه علي انها ادويه وكان عايز يلبسهالنا ويودينا في داهيه بس علي مين .. أنا عرفت اجيبه واعلمه الأدب قبل ما تستلمه عشان يعرف كل واحد ييجي من بعده أن مش اي حد يلعب مع ولاد أبو الدهب ..
رمقه المقدم رفعت بأحتقار ونفور قبل أن يتقدم إليه بخطوات واثقه قائلا 
بقه انت يا حته كلب تعمل كده في تهامي بيه الراجل اللي خيره عليك وبيعملك قيمه نظرات المقدم رفعت إليه لا تبشر بالخير أبدا بعدما رأي رده الفعل تلك منه فتجرأ وقال بكل وقاحه كما عهد عليه 
انت اتضايقت كده ليه يا حيلتها ولا الكلمه جت علي الوتر الحساس أمك كانت بتنام مع رجاله تانيه غير ابوك لما جابتك يالاا صح ! ..
في نهض رفعت ناظرا إليه پغضب ثم سرعان ما أمسك بفكيه بقوه وهو يردد 
أنا هعرفك يا أبن الز ازاي تعمل كده في اسيادك ..
ثم تركه من بين يديه في حين نظر إلي تهامي قائلا 
خلاص يا تهامي بيه القضيه مضمونه والواد ده أنا هرحب بيه بطريقتي قبل ما يتعرض علي النيابه ..
أولاه تهامي وجهه ناظرا إليه قائلا
تمام يا رفعت يكون احسن برضه عشان يبقي عبره لأمثاله ..
نظر رفعت الي رجاله في أمر للخروج بذلك المچرم والذهاب به الي البوكس الخاص بالشركه لم يتحرك معهم حسام بسهوله ولكن كانت نظراته مسلطه علي تهامي وهو يردد پعنف 
مراتي
فين يا تهامي !!!! .. عملت فيهاااا يا كلب انت واخوووك ..
لكنه رفعت بقدمه لينصاغ للامام پعنف اثر
تم نسخ الرابط