بقلم ايمان حجازي
المحتويات
كان يزداد وكلما منهم جزئا حتي يظهر امامهم غيرهم استمرت تلك المعركه لأكثر من ساعه حتي كادت أن تنفذ ذخيرتهم وهم لا ينفذون
ومن بين تلك الجموع التي تقاتل وقع عمار بصره علي تهامي وذلك الروسي وهم يدلفون بثقه شديده وهم ينظرون إليهم وبين لحظه والأخري اختفوا من أمام ناظريه لم يكترث لهم كثيرا إلي أن ينتهي من تلك الجموع التي لا تنتهي
وبين تلك الضوضاء الصاخبه أستمع عمار لصوت اللواء نزيه وهو يخبره بأن الدعم سيصل إليهم في خلال دقايق وعليهم أن يواصلوا القتال صړخ عمار به وأخبره أن ذخيرتهم كادت أن تنفذ وظل عددا لا بأس به يقاتلهم وما أن أخبره بذلك حتي أستمع لصوت عمرو
ولم يكد أن يكمل جملته حتي أستمع
عمار لصوته وهو ېصرخ پألم
أااااااه
هتف عمار في انفعال شديد
عمرو رد عليا يا عمرو قوم ! طارق روح لعمرو بسرعه
وبينما هو ېصرخ بطارق الذي أسرع ينفذ كلامه نظر خلفه فوجد تهامي أيضا يقترب من زينه
ألتقت عينيهم في نظره طويله غاضبه متوعده ولم يكد أن يصوب تهامي بوجه عمار
يا قائد انا ذخيرتي خلصت انا كمان اعمل إيه
لم يفكر كثيرا حتي اسرع لبسنت وخطڤ منها وحماها خلف ظهره وأخذ
وبعد ثانيتين صړخ حمدي هو أيضا
يا خراااااباي مفضلش معايا ذخيره انا كمان وانا متشعلق لهم فوق طلقه واحده هتجيب اجلي
يارب والنبي ساعدني انا لسه مدخلتش دنيا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
فرحتهم اكثر
وبينما صعد الجميع إلي الطائره التي أتت وقضت بنيرانها علي تلك الاغاد حتي نظر عمار خلفه وأسرع الي ابو الدهب فوجده لا يقوي علي الحركه أو فعل أي شئ
أقتلني يا جوزيف ! لكن مترجعنيش معاكم مش عايزهم يعذبوني
بصق عمار علي وجهه في حنق وڠضب
أنت اۏسخ بكتير من انك ټموت بسهوله يا تهامي ده انت حسابك تقيل اوي معانا أنا اسمي عمار المصري قائد وحدات الصاعقه المصريه مش جوزيف وأنا اللي هدفعك تمن كل واحد خدتوه مننا وتمن كل قطره ډم نزلت من أخواتي اللي
اطمئن عمار علي عمرو الذي كان يلتقط أنفاسه بصعوبه وبسنت بجواره تحاول مساعدته بكل الطرق ولكنها كانت عاجزه عن فعل شئ
عمرو لازم يدخل عمليات في أسرع وقت والا هيروح مننا ! الړصاصه في منطقه حساسه جدا جنب الرئه ومش قادر يتنفس
أقترب منه طارق وأمير وأخذوا ينظرون إليه في خوف شديد وتحدث أمير
عمرو اوعي تسيبنا يا صاحبي ابوس ايدك اتحمل خلاص قربنا نوصل هانت
بينما تحدث طارق أيضا بعدما خانته دموعه
عمرو شد حيلك عشان خاطري احنا لسه مشبعناش منك وعايزينك معانا مش أحنا اتفقنا ووعدنا بعض أننا هنكمل صحاب طول العمر اوفي بوعدك لينا
نظر إليهم عمرو جميعا وأرتسمت ابتسامه علي وجهه قبل أن يغمض عينيه ويتركهم بعيدا
صرخات وبكاء وألم سيطر علي الجميع حينما اغمض عينيه ولكن بسنت أخبرتهم أنه مازال علي قيد الحياه ولكن الوقت حرج جدا معه وعليه أن يصلوا بأسرع وقت زينه وكلما استمع إليهم أو يهتفون من أجل عمرو كان قلبه ينتفض أيضا پغضب والم وهو يشعر بالعجز ولم يقوي علي فعل شئ كلما ينظر لزينه الفائده الوعي أيضا يزداد خوفه أكثر وأكثر عليها
وصلوا جميعا الي مصر وأستقبلتهم عربات الإسعاف واحده لكل من عمرو وزينه وأسرعت معهم بسنت علي عجاله متجهين الي المشفي
سلم عمار تهامي للقوات الذي كانت مع اللواء نزيه والذي كان الجميع ينظر باحتقار شديد وأسرع معه أيضا طاقم طبي لعلاجه في مكان خاص مشدد الحراسه
تفاجئ اللواء نزيه بقبضه علي تهامي كما تفاجئ أيضا بوجود زينه معه ولكن حالتها وتوقعه بما فعلوه بها كان يغني عن اي سؤال بعدما رأي أيضا حاله عمار
ورحبت بهم الكتيبه بأكملها وهم يأكدون التحيه العسكريه في احترام وفخر بهم قدموا المعلومات التي حصلوا الي المخابرات الحربيه بعدما أستلموا أيضا تهامي أبو الدهب وقبله محمد
بعد أن قدم عمار كل ما لديه ونزع ثيابه الميري خرج مسرعا الي المشفي ليري ما الذي حدث لزينه بقلب مفطور مرتجف
خرج أحد الأطباء ومعه بسنت التي أخبرته بان جسدها في حاله اڼهيار تام حتي أنه كاد أن يلفظ العلاج ولا يتقبله وان استمرت علي تلك الحاله ستؤدي بها إلي غيبوبه حتي وإن كانت مؤقته
جلس عمار أرضا في اڼهيار هو أيضا واخذ يحمل نفسه كل الذنب ماذا أن لم يحبها ويتزوجها بالطبع
كان كل شئ اختلف عن الوضع الذي هم به الأن
ظل عمار حائرا يلعن ويتوعد لكل من فعل بها ذلك وشعر بأنه مكتوف الأيدي أمامها ولا يدري ماذا حدث لها ولما هي بتلك الحاله مرت الساعات وهو مازال أمام غرفتها في المشفي ينظر إليها عبر دائره الزجاج من الخارج وشعر بانه سينهار بأقرب وقت هو أيضا إن لم تصحوا وتعود
إليه ثانيه
مع شده إرهاق جسده وألمه وحالته النفسيه وكذلك أنه لم يذق طعم النوم منذ يومين لم يشعر عمار بجسده الا وهو يسقط أرضا بجوار باب غرفتها
أعلنت وكاله اﻷنباء علي تأكيد ذلك الخبر صرحت سلطات مصر العليا وأكدت علي نشوب الحړب في خلال أيام قليله فجيشها الباسل علي اتم اﻷستعداد ووحوشها الفتاكه تنتظر لحظه اﻷنقضاض وأفتراس العدو
فمهما تمادت اﻷطماع
سيجدون مصيبتهم دائما
وستظل مصر دوما بلدا مستقله يرفرف علمها علي حناج الحريه
كانت تلك الكلمات أخر ما قرأت أحدي الممرضات داخل صرح طبي كبير لطبيبه مصريه عالميه حينما قطعها هروله عاتيه لبعض اﻷطباء والممرضات من أمامها وهم يعدون مسرعين وﻷنها مازالت حديثه التعيين في ذلك الصرح فلا تدري الي اين يتجهون أو الي من !!
كانت تنظر اليهم الي أن رأت زميله لها تعرفت عليها في اليوم الماضي فأستوقفتها كي تدرك ماهيه ما يحدث
هو في إيه بتجروا ليه كده !
الحاله اللي في غرفه 207 جالنا انذار انها فاقت
فاقت من إيه !
من غيبوبه بقالها سنه في الحاله دي والدكاتره كانوا شبه فقدوا اﻷمل في حالتها
لا حول ولا قوه الا بالله طيب وبتجروا ليه كلكم كده عليها هي مين يعني !
لااا دي عليها توصيه جامده من حد مهم عشان كده مكناش مصدقين انها فاقت عن اذنك بقه لازم اروح اشوف شغلي بدل ما اترفد
دلف احد اﻷطباء وبجواره اثنين اخرين من زملائه القائمين علي العمل في ذلك الصرح الطبي ويرافقهم أيضا بعض من طاقم التمريض كل منهم كان في ذهول تام وهو ينظر اليها مفتحه اﻷعين بشكل مستديم ولا تتخذ اي رد فعل غير ذلك نظر طبيب أخر الي جهاز القلب فوجده يعمل بشكل طبيعي من اعلاه فأنتفضت له تلك الفتاه لا شعوريا ونظرت اليه مما أدي ذلك الي رسم اﻷبتسامه علي محي اﻷطباء بتلك الغرفه وأرتسم بصيم أمل في داخلهم
أنتي شايفاني !!
وجه الطبيب ذلك السؤال لها وهي مازالت تنظر اليه ولكن أيضا دون ان تتخذ اي رد فعل مما أدي الي أصابته بالقلق مره اخري فسألها مره اخري
انتي مين !!
لم تجبه أيضا وأرتسمت الحيره علي ملامح زملائه فتقدم أحدهم متسائلا بفضول
دكتور !! هي ممكن تكون وصلت للحاله اﻷنباتيه !
هز ذلك الطبيب رأسه بالنفي دون أن ينظر اليه فما زال مسلطا نظره علي تلك الفتاه وردد
الحاله اﻷنباتيه ازاي وهي كل اﻷجهزه الحيويه عندها شغاله !!
اومال ليه مش بتستجيب !!
لا هي بالفعل استجابت وده مؤشر كويس المشكله دلوقت ممكن تقتصر علي أحد الحواس عندها زي النطق أو السمع أو العقل
قال كلمته اﻷخيره وقد خطړ بعقله فكره محدده يعلم خطوره ما سيقلي عليها ولكن لا يوجد حل أخر فلابد من المواجهه نظر الي كل من الطبيبين اللذين بجواره فتفهموا تلك النظرات وكأنه
يخبرهم بأن يبقوا مستعدين ﻷي رده فعل منها عاد الطبيب بنظره مره أخري اليها وردد بفضول وترقب شديد
إيه اللي حصل ل عمار يوم فرحكم !!!!!
مازالت تنظر اليه لمده لم تتجاوز الخمس ثوان مما أدي الي ارتسام خيبه اﻷمل علي وجه اﻷطباء وكذلك طاقم التمريض قبل أن تتلاحق أنفاسها دفعه واحده وكأن الهواء نفذ من تلك الغرفه
ضباب كثيف غطي علي عينيها واضطرابات مؤلمھ كادت ان شعرت بدخان تلك الواقعه المؤله وكأنه يصل الي حلقها اﻷن في تلك الغرفه فستانها اﻷبيض الذي اكلته النيران وهي تعدو خلف زوجها الذي كان كل همه هو حمايتها رأت حلمها ينهار وامالها تتحطم في اليوم التي كانت تعد نفسها للفوز بأسر فؤادها منذ صغرها وهي تعشقه وعانت معه الكثير ريثما وصلت لذلك اليوم انقلبت سعادتها التي حصلت عليها بعد عناء تذكرته وهو يسرع اليها ويحثها علي الهروب
حبيبتي اخرجي من هنا انا هقدر اخلص عليهم مټخافيش
لاااااااااااااااا مش هسيبك يا عمار يا نعيش سوا يا ڼموت سوا
مفيش وقت أشرحلك لو استنيت اكتر من كده هيقتلونا فعلا سوا مټخافيش داغر معايا وورايا وهيحميني ابوس ايدك امشي انا معنديش استعداد اخسرك ومش هقدر اضحي بيكي أنتي اغلي حاجه في حياتي أنا مقولتلكيش قبل كده اني بحبك بس انا فعلا بحبك بحبك أوي لدرجه اني ندمان علي كل دقيقه عشتها ومقولتش ليكي علي اللي في قلبي ناحيتك أسمعي كلامي وامشي وانا وعد مني هرجعلك وعمري ما هسيبك تاني أنا عايز أعيش معاكي ونربي ولادنا سوا عايز أعوضك عن كل دمعه سببتهالك مشفتيش مني غير الحزن لكن انا عايز اوريكي جنتي واني لما بحب بجد ممكن أعمل أيه يلا روحي دلوقت امشي
أنهمرت دموعها بين يديه وشعرت روحها ولم تقوي
استني
لم تكد تلتفت اليه مره أخري يواجه مصيره وردد بعشق وألم
بعشقك
هترجعلي !
هرجعلك
وعد !!
وعد
وما
متابعة القراءة