بقلم ايمان حجازي

موقع أيام نيوز

غير مقاطعه ..
كلي يا اختي يكش بس يبان عليكي وانتي عامله زي عود القصب كده !!
خليك كده اتكلم كتير لحد الأكل ما يبرد ..
طيب قومي هاتي مايه الأول ..
يوووووه يا بابا مقلتش من الأول ليه قبل ما اقعد ..
يا بنتي هو الأكل هيطير قومي بس هاتي مايه عشان عطشان وبعد كده يا ستي مش هقولك حاجه ..
نهضت زينه في ضيق وهي تدبدب بقدمها من الغيظ واحضرت المياه وكادت أن تجلس علي الطعام بينما دق جرس الباب .. اڼفجر والدها من الضحك بينما كادت أن ټقتل كل من حولها مردده 
دي مبقتش عيشه دي والله حرام كده الواحد مش هيعرف ياكل زي البني ادمين ولا ايه !! ..
توجهت ناحيه الباب وما أن فتحته وهي تكاد ټقتل الطارق حتي توقفت پصدمه وهي تري صديقتها تبكي بشده ...
حوريه !!! .. مالك يا بنتي بټعيطي ليه !!
ابويا يا حوريه ..
زينه بحزن علي صديقتها وضيق من ذلك المدعو والدها 
عمل ايه تاني المره دي هو الراجل ده مبيزهقش !! ..
تعالي يا حوريه يا بنتي ..
قالها والد زينه بعدما رأها علي تلك الحاله فجففت حوريه دموعها مسرعه وهي تتوجه إليه مردده 
عمي شرف معرفش والله انك هنا ..
تعالي يا بنتي أنا مش غريب حصل ايه يا بنتي بټعيطي ليه !! ..
أنا مش عارفه هو بيعمل معايا كده ليه يا عمي شرف أنا خلاص تعبت والله حاسه اني هيجيلي وقت واموت نفسي ..
ربت عليها شرف بحنان 
استغفر الله العظيم يا بنتي ايه الكلام ده حرام عليكي احنا مش قلنا مهما عمل متحطيش ف دماغك واي حاجه تحتاجيها أنا هنا ابوكي وزينه اختك ..
رددت حوريه وهي تجفف دموعها 
ربنا يخليك ليا يا عمي شرف مش عارفه لو مكنتوش موجودين كان هيبقي حالي ايه !
إجابتها زينه مسرعه بمرح
كان زمانك يا بنتي مېته من زمان مشنوقه ولا محروقه ..
ضحكت حوريه علي الرغم منها من تلك المجنونه بينما أسرعت زينه هاتفه
بقولكم ايه المحزنه دي اقفلوها دلوقت انا جعانه والأكل ده شكلي مش مكتوبلي اتهني بيه .. ناكل الأول وبعدين نبقي نشوف مشكلتك المره دي يا ست حوريه ..
ضحكت حوريه ووالدها وبينما كاد أن يجلس الجميع علي سفره الطعام ..
بشمهندشه زينه ! .. في زبون تحت محتاج يشتري موبايل ..
قالها أحد الأطفال الذين يلعبون بالشوارع وهو يقف امام باب المنزل الذي تركوه مفتوحا لم يكد يقول ذلك
حتي اڼفجر شرف الدين من الضحك مره اخري بينما كادت زينه أن تبكي حيث تلألأت عيناها بالفعل وكادت أن تسقط دموعها في حين نظرت إليهم حوريه وهي لم تفهم شيئا مما يحدث ..
نهض والدها من مقعده وهو لم يكف عن الضحك مرددا 
خليكي خليكي انا هنزل أنا انتي هتعيطي ولا ايه !! .. اعمليلي سندوتشين وخلاص واقعدي انتي كلي انتي وحوريه ..
ارتسمت علي زينه الأبتسامه وهي تردد بضحك 
ليه بس يا بابا لو مكنتش تحلف ده انا كنت هنزل أنا اهوه ..
اكمل والدها في ضحك
علي فكره انا محلفتش لو عايزه تنزلي انزلي ! ..
أسرعت زينه مردده 
اييييه يا شررووفه انت ما بتصدق ولا ايه !! خد السندوتشين اهم أنا جعاانه ..
تناول والدها منها الطعام قائلا 
تاني مره متقوليش حاجه انتي مش قدها ..
إجابته زينه بمرح
عيله يا بابا .. عيله هو في حد بياخد بكلام العيال برضه ..
القي عليهم السلام وخرج مع ذلك الطفل بينما ظلت زينه مع حوريه بمفردهم مردده بحزم 
بقولك ايه يا حزينه انتي .. هناكل الأول ومسمعش نفسك وبعدين نبقي نشوف مشكلتك انتي وابوكي ابو قردان ده ..
بداخل غرفه مغلقه يجلس شاب مربط الأيدي والأقدم علي كرسي خشبي يبكي بشده ليس بسبب جسده الدامي الدامي الذي لم بتبقي به قطعه واحده لم ترتسم عليها آثار الټعذيب والضړب ولكن بسبب ما قد يفعلوه بزوجته التي لم يعرف عنها أي شئ بعدما تم اختطافهم ظل

يبكي وهو يدعو ربه في صمت أن لا يصيبها مكروه وأن لا تأتي وجيعته فيها .. قطع دعائه وتفكيره افتتاح باب الغرفه التي يجلس بها ...
ها يا حسام !! .. فكرت ولا لسه هتعاند
قالها تهامي أبو الدهب وهو يجلس بكبرياء وغرور أمامه غير مبالي بما يحدث له !! فردد حسام بضعف شديد ..
اشوف .. مراتي .. الأول .. وتمشوها من هنا .. وبعدين أوافق علي اللي انتو ... عايزينه
اجابه تهامي بعنجهيه 
اممم طيب ماشي ..
ثم ارتفع صوته مناديا 
انت يا ابني ..
أتاه شخصا من الخارج تبدو علي ملامحه الإجرام مرددا 
تحت أمرك يا باشا
فين يا ابني مراته خليه يشوفها ونمشيها خلينا نخلص ..
خرج صوته متلجلجا متهتها 
اييي .. يا باشا .. اييي اصل ..
صړخ به تهامي أبو الدهب معنفا 
جرا ايه يا روح امك انت هتهتهلي .. ما تنطق يلااا مراته فين !!
ارتجف ذلك الشخص وهو يردد ومال علي أذنه پخوف وهمس ببعض الكلمات بينما ردد تهامي پغضب 
وفين عزت دلوقت ! ..
عزت باشا في المزرعه يا فندم ..
تمام اجهزوا يالا عشان رايحن المزرعه ..
تهامي هارون أبو الدهب في أوائل الأربيعنيات من العمر اقل ما يقال عنه وكيل الشيطان علي الأرض كما يلقب نفسه هو وأخيه عزت يمتلك مجموعه شركات أبو الدهب العالميه والتي تعمل كغطاء لكافه أعماله الغير مشروعه لا يعرف عيب ولا حرام يظن نفسه من اسياد الأرض كما أن أخيه يعد نسخه مصغره منه ولكنه أكثر تهورا ..
تري ما الذي سيحدث !! ..
نوران !!!!!!
قالها عمار پألم شديد وصوته يكاد يختنق وهو غير مصدق ما وقع علي مسمعه للتو !! 
واختنق صوته أكثر وهو يردد في صوت مټألم 
مش ممكن ..
هوي جسد عمار علي المقعد خلفه وهو يحاول استيعاب الأمر فأي صډمه
تأتيه اكبر من تلك أخته .. بل توأمه .. بل رفيقه روحه ودربه ..
نظر إليه اللواء نزيه في اشفاق وهو يقول 
البقاء الله يا ابني شد حيلك هي ماټت من يومين أنا عرفت اخدلك اجازه تلات ايام عشان بس الوضع اللي احنا فيه لأنهم مش راضين ياخدو العزا أو الډفن غير لما تكون موجود وأبوك ...
رفع عمار عينيه والدموع تسيل منها علي الرغم منه في صډمه شديده غير مصدق 
ابويا !!!
أومأ اللواء نزيه برأسه في آسف 
حالته صعبه أوي يا عمار واكيد محتاجك جانبه .. هو ملوش غيرك دلوقت ..
نهض عمار من موضعه وهو يجفف دموعه مرددا في شك 
اختي كانت صحتها كويسه !! .. ماټت ازاي ! ... من يومين ولسه مدفنتوهاش ليه !! ايه اللي خلاكم تستنوا علي ډفنها كل ده !!
أطرق اللواء نزيه في صمت مما زاد ذلك من شك عمار الذي قال في انفعال 
جاوبني يا فندم .. اختي جرالها ايه !!!
أقترب منه نزيه وأمسك بساعديه مره اخري ليشد من أزره 
لسه معنديش المعلومات الكافيه .. لما نوصل هناك هنبقي نشوف كل حاجه ..
أطل الاصرار والڠضب من عيني عمار 
مش هاخد عزا نور ولا اډفنها غير لما اشوفها ..
حاول اللواء نزيه الأعتراض وإيقافه عما يفكر به 
يا ابني التقرير الطبي هيطلع ابقي شوفه و....
قاطعه عمار في حزم وانفعال 
اختي مش هتندفن غير لما اشوفها يا فندم ..
وقف اللواء نزيه ونظر إليه في ضيق فهو تلميذه ويعرفه حق المعرفه منذ صغره فأجابه وهو يومأ برأسه 
تمام حاضر اللي انت عايزه .. يلا عشان نلحق دلوقت عشان مفيش وقت ..
خرج معه عمار وهو مازال لم يستوعب ما قد سمعه لأخته الوحيده نوران .. وأخذ يسأل نفسه في حسره ومراره .. 
ماذا حدث ل أخته وهو بعيد عنها !!!
ها يا ستنا الحزينه مالك المره دي !!
قالتها زينه الي حوريه التي تجلس بجوارها في حزن مردده 
بقولك ايه يا زينه كفايه الحزن اللي عايشه فيه هناك مشاكل ابويا معايا مبتنتهيش هقولك ايه يعني !! ما انتي عارفه بياخد اي قرش معايا عشان يشربه علي الهباب الزفت اللي هو بيشربه ..
هتفت زينه بمرح
وايه الحديد يعني ما انتي متعوده علي كده ! .. ضړبك يعني لما ملقاش معاكي فلوس !!
نكست حوريه رأسها بخزي وكسره وخجل من صديقتها مردده 
ياريت تيجي علي قد كده !!
اقتربت منها زينه بحنو قائله
أمال عمل ايه تاني الراجل ده !!
رددت حوريه 
خد مني الفستانين اللي كنتي انتي شارياهم ليا وباعهم عشان يجيب فلوس وخلاني البس هدومي المتقطعه تاني ..
صړخت زينه پغضب وضيق 
عااااااا .. أعمل ايه في الراجل ده ياربي أروح اقتله واشرب من دمه ولا اعمل ايه أنا زهقت منه هي وصلت بيه لكده !! ..
حوريه پبكاء
أنا اسفه يا زينه انتي عارفه ما باليد حيله ولو اعترضت مش بعيد ېقتلني ..
ربنا زينه عليها بحنان 
وانتي ذنبك ايه بس يا بنتي !! يلا عايزه أقوله ربنا يهديه بس اللي زي ابوكي ده مش بيتهدي ده عايز ربنا يهده ..
ثم نظرت زيه الي صديقتها فوجدتها تزداد في بكائها فنهضت

مسرعه تقف أمامها 
لا بقولك ايه انتي هتقلبيلي البيت مناحه ولا ايه !! وعشان مين !!! عشان فتحي ابوكي وربنا ما
يستاهل ..
ثم نظرت إلي التسريحه الخاصه بها ورددت 
قومي يا بت خدي شاور واقلعي هدومك دي واعملك ميكب أنا عندي فستان جديد شروفه كان جايبهولي علي أمل اني ممكن اعقل والبس فساتين وفيما بعد اتجوز زي البنات وكده .. طموح أوي ابويا ده والله !!
تناست حوريه حزنها واندمجت مع صديقتها التي تخرجها دوما من حالاتها الكئيبه مردده
وانتي فيكي ايه يا اختي اقل من البنات ده انتي قمر والله انتي بس اللي حابه تعيشي في دور الراجل ده ..
دي شخصيتي يا بنتي ومش ممكن اغيرها الا في حاله واحده طبعا والحاله دي مش هتحصل عشان كده انا مش هتغير ..
حوريه بتفهم 
وطالما انتي عارفه أن الحاله دي مش هتحصل حاطه أمل فيها ليه !!
زينه بضيق
أنا مش حاطه أمل ولا حاجه وبعدين اصلا قربت أنساه وانسي الموضوع كله ..
نظرت إليها حوريه بخبث مردده 
زينه .. الا انتي متعرفيش هو مجاش بقاله كام يوم !!
أسرعت زينه مردده بلهفه
بقاله اربع شهور واسبوعين وتلات ايام والفيس بتاعه مقفول من بعد المده دي بيومين ..
أجابت حوريه بمكر
لا واضح فعلا انك نسيتيه ..
انتبهت زينه للتو لما خرج من فمها فتنهدت في حزن 
والله اناا .. بس .. عايزه اطمن عليه أول مره يغيب كده ..
نهضت حوريه وجلست بجوارها قائله
زينه ! .. انتي صاحبتي وانا بحبك ومش عايزاكي تتعلقي بحاجه مش هتحصل عمار أبعد من نجوم السماء ليكي انتي فين وهو فين هو لا بتاع جواز ولا حب ولا يعرفك اصلا ولا يعرف
تم نسخ الرابط