بقلم ايمان حجازي
المحتويات
بأبتسامه سمجه وهو يحرك كرسيه في برود
عملت ايه
رفعت بنفس اللهجه
انت هتستعبط عليا ولا مفكر نفسك بتضحك علي مين أنا هقدم شكوي ضدك وأوقفك عند حدك كله الا شغلي يا داغر سامعني
أتسعت ابتسامه داغر في استفزاز وهو يجيبه
طب ما تفهمني الأول انت بتتكلم في ايه عشان اعرف ارد عليك
رفعت بعصبيه شديده
داغر بمراوضه
اكيد طبعا عارف مين بقه اللي عمل كده ده اكيد حد مش سهل ابدا أو احتمال يكون شبح لأن مستحيل بشړ يعمل كده وسط التدابير الامنيه دي كلها
أبتسم أيضا رفعت بكره وهو يرمقه بنظرات غاضبه وردد بهدوء
تصنع داغر الدهشه
والبراءه وهو يرفع كتفيه مشيرا إلي نفسه
أنا مش ممكن !! اكيد في سوء تفاهم أوراقك ناقصه يا رفعت باشا
ضيق رفعت عينيه ناظرا إليه پحقد وكره وهو يود الفتك بتلك الشخصيه المستفزه
رجع داغر ظهره للخلف متخذا وضعه علي كرسيه واجابه بجديه بارده
مع أن ده يعتبر تحقيق واتهام ليا شخصيا وأنا ممكن اقلبه ضدك في لحظه لكن برضه هريحك بحق الزماله وأننا نفس الرتب مع انك اكبر مني ب 8 سنين بس برضه نفس الرتب
هبد رفعت بعصبيه علي مكتبه وهو ېصرخ
كدب كدب كدب ! .. محدش يقدر يعمل كده غيرك وانا هثبت ده
دي حاجه تقدر تتأكد منها بنفسك بسهوله وانا عندي ألف يشهد فياريت مترميش طوبه فشلك علي غيرك وتاني مره اعرف انت قدام مين والاسلوب اللي كلمتني بيه ده انا اقدر بسهوله اجيبلك جزا محترم عليه لكن من باب الجدعنه مني هقدر عصبيتك ومش هأذيك كفايه الاڈيه اللي هتجيلك من ورا القضيه اللي خسړت ورقها .. ولأخر مره يا رفعت متنساش نفسك قدامي ..
ويدوبك الساعه جت 10 وتلحق عشان ده معاد حسام أنه يتعرض علي النيابه لو اتأخرت اكتر من كده الجزاء ممكن يتضاعف يا باشا ..
تثائبت في ضعف وتكاسل وهي تفتح عينيها ببطئ وتنظر حولها لتري نفسها علي السرير سرعان ما تذكرت ما حدث بالأمس حيثما فقدت وعيها ولم تتذكر شيئا بعده نظرت إلي قدميها فوجدتها مضمده وكذلك تلك الأبره الموخوذه بيديها فأدركت أنه عالجها جال بخلدها لمسات مما حدث حينما كانت تحلم شعرت وكأنها تتذكر الحلم جيدا لا إراديه حينما صور لها عقلها هيئتها ولكن سرعان ما عادت الي الواقع وايقنت أن ذلك كان حلما أيضا فمن المستحيل ذلك المغرور أن يفعل شيئا هكذا ولها بالتحديد
بتدوري علي ده
كان ذلك صوت عمار وهو يمد يده بالهاتف علي المنضده بينما كان هو جالسا وبيده سلاح كبير الحجم ضخم جدا واضعا مؤخرته علي المنضده وفوهته علي يديه وساندا رأسه علي السلاح بتلك الوضعيه رفع رأسه ناظرا إليها بوجه خالي من التعابير ولكن كان كافيا ليخبرها أنه رأي ما يحتويه ذلك الهاتف انتقلت عينيها حوله
حاولت اضافة بعض المرح علي الموقف الذي لا يبشر بخير أبدا قائله بإرتجاف
إيه الاسلحه دي كلها هنلعب عسكر وحراميه مش كده يبشه
لم يجيبها عمار بل ينظر ينظر إليها بنظرات غامضه زادت من خۏفها وتوترها فتحدثت بجديه
انت شفت اللي علي الموبايل صح
زاد عمار من صمته وهو ينظر إليها فإبتلعت ريقها پخوف شديد عليه وهي تتوقع ما قد رآه يخص أخته وهي تعڈب بتلك الطريقه علي الرغم من
فقدانها أيضا لوالدها من نفس الشخص ولكن لمجرد التخيل أنه شاهد ما قد حدث لأخته فطر قلبها أكثر وأكثر حتي كادت أن تبكي خوفا عليه بينما نطق عمار وهو يري خۏفها هذا
زينه شرف الدين 22 سنه خلصتي حاسبات ومعلومات الأولي علي الدفعه ومسميه نفسك هكر مصر عايشه هنا لوحدك مع ابوكي اللي قتلوه بتشتغلي في المحل اللي عندكم بنت بسيطه جدا وطموحه وذكيه
أكملت زينه ظنت أنها ستضحكه
وسنجل يبشه ورقم البطاقه 855
ولكن لم تجده يستجيب لأي مما تقول فأكمل وهو ينهض ليقف أمامها
تفتكري ايه اللي ممكن يخلي واحده زيك جاسوسه
اعتقدت زينه بأنه يمزح معها فأضافت
الزمن بقه بعيد عنك اكل العيش مر يا باشا وانا بجري علي يتامي
لم يهتم عمار بالهذيان الخاص بها وثبت ناظريه أمامها وهو يكبح غضبه كي لا يفقد أعصابه مرددا بحنق وهو يضغط علي الكلمات
إيه علاقتك بإسم أبو الدهب من إمته شغاله معاهم
أكملت زينه مازحه وهي تريد التخفيف عنه بل أيضا لم تدري عن ماذا يتحدث فرددت وهي تقلد عفت الشربيني في فيلم جائنا البيان التالي
دهب ايه يا باشا أنا مبلبسش غير فضه فكرتني بأخر مره شفت فيها الدهب كانت في أغسطس 73 في عز الحر
لم تشعر بنفسها إلا وهو يمسك بشعرها كله بين يديه فأنفلتت منها صرخه متألمه
انتي هتستعبطي يا بت ! فاكراني مغفل وحركاتك دي هتخيل عليا هاه انتي عارفه انا ممكن أعمل فيكي ايه دلوقت اشتد علي قبضته انطقي !! تعرفي أبو الدهب من أمته وايه طبيعة شغلك معاه
كانت زينه تتألم بشده فكاد شعرها بأكمله أن يخرج بيديه فنطقت وهي تبكي من شده الألم
وربنا ما اعرف والله ما أعرف انت بتتكلم عن إيه
عمار پغضب مضاعف
انتي هتسوقي عليا العبط أومال كانو بيطاردوكي ليه كانو عايزين منك إيه قتلوا ابوكي ليه عشان خنتيهم صح ولا عملتي فيهم أيه عشان يتخلو عنك ويقتلوكي
زينه پبكاء حار متألمه
هبدها عمار بالسرير بقوه فصړخت مره أخري بينما اڼفجر عمار أمامها صارخا
عمار عمار انتي تعرفيني منين اصلاااا وتعرفي اختي منين وإيه علاقتك بمۏتها وإيه علاقتك بأخر عمليه حصلت في شمال سيناء إنتي مين يا بنت
الكلب !!!
الموبايل .. الموبايل صح انت شفت اللي عليه مش بتاعي والله ما بتاعي يا عمار ده جاي.....
قطع حديثها رنين هاتف عمار فحرك نظره ناحيه ليجد المتصل داغر أشار إليها بيديها فتوقفت عن الحديث وأمسك بالهاتف
أيوه
عمار تعالي ..............
تمام مسافه السكه
زينه پخوف
طب وديني الحمام وبعدين ابقي كتفني بالله عليك والله ھموت وأروح الحمام
لم يبالي عمار بندائها التقط مفاتيح سيارته وردد خارجا
اعمليها علي نفسك زي الكلاب
صفع الباب خلفه پعنف شديد ارتجفت علي أثره زينه بينما عمار كاد أن ينفجر من شده الڠضب وهو يري نفسه قد تحول لوحش كاسر تجرد من كل معاني الانسانيه والغي عقله عن التفكير بعد رؤيته لتلك المقاطع التي وجد بها تفسيرا منطقيا عن سبب مۏت أخته بعدما هتك عرضها أمام أنظار الذئاب الضاريه
تكونت بداخله طاقه جباره لإنقلاب اسم ابو الدهب رأسا علي عقب وقطع نسلهم من جذوره والأذي الأشد سوف يذهب لتلك الضعيفه التي شعر ببرائتها ولكن أعمي الڠضب عينيه ولم يري سوي الاڼتقام فقط من كل تعلق بمۏت أخته وذلك الذي خطط له بعد استجواب زينه ومعرفه كل ما قامت به لمصلحه أبو الدهب ثم سيقلب الأرض فوق رؤوسهم ليمحي اسم أبو الدهب من علي الوجود في ليله وضحاها حتي وأن كلفه ذلك الأمر حياته
فهل ذلك ما سيفعله عمار أم أن هناك معجزه ما ستغير تفكيره !
بينما اخذت زينه تبكي پألم وتتمتم بأسم والدها الذي تركه في ليله لم تتوقعها وذلك الذي أحبته علي عماها ولم تعرف أي شئ عن شخصيته التي بدأت تدركها شيئا فشيئا ليتحول حبها ذلك إلي كره شديد وهي تردد
بكرهك يا عمار انت غبي غبي ااااااه حسبي الله ونعم الوكيل فيك
يعني انت بتنفي كل اللي مكتوب في المحضر ده وان ده اتهام من المقدم رفعت ليك
قال ذلك وكيل النيابه وهو يحقق مع حسام الذي جلس واثقا من نفسه وهو يؤكد
وكيل النيابه
وتفتكر ليه تهامي أبو الدهب يتهمك في حاجه زي دي
حسام بثقه
معرفش يا باشا أنا كمان متفاجئ بالموضوع ده ! بس عشان أنا واثق من نفسي وعارف اني معملتش حاجه غلط ومفيش حاجه تثبت عليا ده بل بالعكس الكل يشهدلي اني كنت شاطر ومخلص في شغلي عشان كده جيت هنا من غير اعتراض ومتأكد اني هخرج منها لان مفيش حاجه تدينني
وكيل النيابه
يعني مفيش اي عداوه بينك وبينه ما هو برضه مش معقول هيتهمك كده من الهوا
ده سؤال تسألهوله هو يا باشا مش أنا أنا قلت كل اللي عندي
وكيل النيابه
مكتوب في المحضر اللي اتعمل انك اعترفت ومعاهم الورق اللي انت مضيت بيه علي استلام الشحنه ايه اقوالك
حسام
أنا ممضتش علي حاجه ومش عارف جاييبين الكلام ده منين ولو معاهم حاجه زي دي اكيد مزوره أو هما ملفقينها ليا ممكن لو شفتها وشفت امضتي وقارنتها بيها هتتأكد أنها مزوره
وكيل النيابه
للأسف هي اصلا مش موجوده
حسام
أمال حضرتك بتتهمني علي أساس ايه يعني أنا عايز اعرف دلوقت انا بعمل ايه هنا طالما مفيش اي حاجه تدينني لو سمحت يا باشا ! أنا اهلي قلقانين عليا وعايز ارجع ! تهامي بيه ورفعت بيه معرفش بيخططوا لإيه وعايزين مني إيه
ومش عايز أعرف اصلا أنا عايز ارجع سليم وعايز الحكومه تحميني منه عشان ميتعرضليش واظن ده حقي ..
أومأ له وكيل النيابه مصدقا علي الرغم من دهشته قليلا بشأن تلك القضيه الفارغه من الأوراق ولكن لم يكن أمامه سوي الإفراج عنه
قررنا نحن وكيل نيابه الإفراج عن المتهم.........................................................
ثم قرر أيضا وكيل النيابه ضمانا له من عدم التعرض إليه من كل من المقدم رفعت وكذلك تهامي أبو الدهب وأن حدث شئ له سيتم تحويل التهمه مباشره إليهم وكذلك يتم التحقيق مع المقدم رفعت لأتهامه زورا وتلفيقه تهمه غير مثبته للمدعو حسام وكذلك الإفراج عن حسام بضمان محل إقامته ..
خرج حسام فوجد بإنتظاره عمار وداغر وكذلك رفعت الذي ما أن وصل حتي رأي عمار بصحبه داغر فأدرك علي الفور كيف تمت سرقه أوراق القضيه والذي أكد له شكوكه تلك الابتسامه السمجه التي ارتسمت علي وجه داغر وهو يفرك شاربيه في غرور وتشفي فكيف لم يخطر ببالك ذلك الۏحش الأخر عمار المصري بنظرات لم يستطع تفسيرها
متابعة القراءة