قصة شهد للكاتبة منى فوزي

موقع أيام نيوز


و نادها عبر النافذة.. ابتسمت في اڠراااء وحركت رأسها في دلال كناية عن الرفض.. ولكن رفضها زاد من حماسته .. استمر في استمالاته لها لتركب.. حتي انه اخرج لها نقودا و لوح لها بها.. بمجرد ان لمحت النقود..حتي ابتسمت ابتسامة ساحرة و اقتربت منه.. فبادلها بابتسامة عريضة واعين ملهوفة تتابعها وهي تتهادي نحوه و ما ان فتحت الباب حتي و جد نصل سکين يلامس عنقه و وشهد تقول اظن انك انت اللي عرضت الفلوس بنفسك.. وانا قبلتهم ..متشكرة قوي.. ثم ضغطت علي الس ک ين حتي شعر انه علي وشك ان يجرح فصرح خائڤا.. فقالت انا ممكن اتاويك هنا.. اتكل علي الله لو باقي علي عمرك

و بلفعل ما ان ترجلت من السيارة حتي انطلق الزبون بسرعة البرق..
وهكذا استمرت.. الزبون الثاني فالثالث.. كانت واثقة من اعين بعض الرجال الفارغة التي ستعيدها للبيت غانمة رابحة. . ولكنها لا يجب ان تبقي في نفس المكان كثيرا فالذين يهربون قد يعودون بالشرطة ان كانت لديهم الشجاعة الكافية للتصريح بما كانوا ينتون فعله قبل ان تتم سرقتهم..
اقترب منها شخص بسيارة قديمة بالية يبدو عليه القحط و نادها مثل الذين سبقوه.. اقتربت منه شهد بسرعة و اشهرت السکين قبل ان تتحدث امشي من هنا ياد بدل ما اشرحك.. انت لاقي تاكل.. وفر فلوسك اللي كنت ناوي تبعزئها دي وروح اكل بيها عيالك ولا امك....جتك القرف كحيان و بتوقف للبنات!!
وقفت تتابعه و هو بنطلق بعد ان صدم من تصرفها.. تذكرت يوم ان قامت وهي صغيرة بنشل احد الموظفين في الحافلة ثم رات الموظف يبكي بعدها بحړقة و يحكي للمواسيين له عن قائمة الاحتياجات التي كان سيصرف فيها المرتب المسروق..اثر بها بكأه بشده واحرقتها دموعه فما كان منها الا ان لعبت دور الطفلة البريئة التي عثرت علي المحفظة اسفل احد الكراسي و اعادتها للرجل الذي فرح لدرجة انه قبلها و اعطاها كل الحلوي التي كانت معه وقد كان ابتاعها ككل اول شهر بعد القبض لاولاده.. يومها لاقت الويل من المعلم مرعي علي هذا التصرف الاحمق و ولكنها قررت بعدها انها لن تسرق اي فقيرا ابدا و ليس علي المعلم مرعي ان يعلم بذلك.. وقد تبنت هذا المبدأ لاعوام مضت كثيرة.. وصارت تكثف جهودها مع لديهم فائض من الخيرات.. وال الان مازالت تذكر دموع الرجل و قبلته الحانية علي جبينها و طعم الحلوي الرائع..
عادت شهد لمنطقة الريس عبود محملة بغنيمة اليوم تحركت بسرعة الي ان وصلت لبيت زوزو استبدلت ملابسها و افترشت الارض و ضعت السکين بجوارها واخرجت النقود لتقوم بعدها.. حصيلة ليست سيئة علي الاطلاق.. والاهم ان لن يأخذ منها احد مليما.. ستحتفظ بكل المبلغ لنفسها.. سوف تشتري ملابس واشياء جديدة ابتسمت في سعادة و خبأت النقود حاولت ان تنام و لكنها لم تستطع.. تذكرت نومها الهانيء في بيت جو.. تحسرت عليه.. ولكنها تدرك ان هكذا هي افضل حالا.. شهد ستعود لامجادها.. وبيت جو كان محطة في اول الطريق..
عندما التقت زوزو بيوسف عند عطا سألته عن شهد لكي تبعد اي تفكير ناحيتها و لتختبر رد فعله بالفعل لم يعجبها رده وهو في غاية الضيقمتجبليش سيرتها بقي.. البت طفشت..و الموضوع ده خانقني
زوزو وايه يعني ما فستين داهية
جو انا خاېف عيلها يا زوزو مهما كان دي لوحدها.. ملهاش حد
زوزو طب مانا لوحدي ومليش حد اشمعني مبتقلقش عليا!
جو انتي ميتخفش عليكي يا زوزو
زوزو وهي كمان يا خويا ميتخافش عليها.. انت اللي علي نياتك و فاكرها غلبانة.. انما اسألني انا.. مايعرفش البنات غير البنات.. دي ساهية ووراها دايها.. كويس اللي ربنا بعدها عنك.. انا مكنتش مستريحالها..
جو و قد ادرك انه لا لزوم لمواصلة الحديث بعد هذه النقطة فمن الواضح ان زوزو الان واقعة تحت تأثير غيرة وحقد شديدين و كل ما ستقوله هو كلام نسوان فارغ عن شهد..
فاثر الخير و قال مبتسما طيب يا واعية.. روحي شوفي وراكي ايه..
شعرت زوزو ان ما قالته لم يؤثر بنكلة علي جو.. بل ما استفزها هو تأكدها من ان جو بشكل او اخر مهتما بشهد.. و نضيف علي ذلك ما روته لها الفتيات عن احداث امس و ما دار بين شهد و يوسف من فقرة الطعام الي فقرة الجلوس معه و الاصدقاء..
لقد نجحت حتي الان في التخلص من شهد جزئيا.. يجب تكمل الامر للنهاية..
وقفت زوزو في الردهة ما بين دورات المياة و المطبخ امسكت هاتفها واتصلت بشخص ما..
اهليين.. ايه ده مش مسجل رقمي.. انا زوزو اخص عليك.. لقيتك مبتسألش قلت اسأل انا.. و بالمرة اعزمك بقي علي افتتاح بيتي الجديد.. هو ضيق حبتين بس قدامة سطح ايه ..حكاية.. ايه ده انت مش في هنا وراجع امتي طب يومين مش بعيد .. خلاص اول لما ترجع اتصل بيا
 

تم نسخ الرابط