بحر العشق المالح

موقع أيام نيوز

الحمام وعصف الباب بقوه إرتجفت لها صابرينلكن فى نفس الوقت شعرت بالڠضب من نفسها لما قالت ذالك القول الأبلهكان من الممكن بجمودها المعتاد فى الايام السابقه أن يبتعد عنها عواد بعد أن يشعر بعدم إستجابتها له كما كان يفعل ويتنحى عنها ويتركهاأيقنت قول صبريه
عواد يكره أى شئ يذكره بذالك اليوم 
فكرت صابرين لما حزنت حين رأت عين عواد التى تبدل لونها الصافى الى لون الډملكن سرعان ما نفضت عن رأسها ذالك وقالت 
لو فضلت أفكر هتجنن أحسن حاجه أنزل اشوف فردوس زمانها وصلت وهى اللى تحضر له السفره وبكده أبقى عملت اللى هو عاوزه بس على مزاجى 
بينما بالحمام فتح عواد صنبور المياه البارده تسيل على جسده ومع ذالك يشعر بحراره قويه تغزو جسده 
تلك الحمقاء دائما ما تسعى لإستفزازه وإخراج السئ به 
بعد قليل 
ذهب عواد الى تلك المظله الموجوده بحديقة المزرعه وجد سفرة الفطور وكانت صابرين تجلس على احد المقاعد وجوارها تقف فردوس التى نظرت ل عواد قائله 
صباح الخير يا بشمهندس أنا حضرت لحضرتك إنت والدكتوره الفطور زى ما طلبته منى وقالتلى عاوزه أفطر تحت المظله الجو النهارده الشمس دافيه تؤمرنى بحاجه تانيه
أماء عواد رأسه ب لا فأنصرفت فردوس 
جلس عواد على المقعد المقابل ل صابرين ونظر لها قائلا 
أنا كنت طلبت إن إنت اللى تحضرلى الفطور ومطلبتش منك تشاركينى الفطور ليه قاعده على السفره معايا 
ردت صابرين بإستفزاز وهى تضع إحدى لقيمات العيش بفمها 
والله سبق وقولت لى بيوت عيلة زهران عمرانه بالخير أعتبرنى ضيفه
وجاتلك وقت الفطور مش هتعزم عليها تقعد تاكل معاك وطبعا لما تشوف السفره اللذيذه دى هتوافق وتقعد تاكل 
أخفى عواد غيظه وقال وماله بس الضيفه هتاكل وفى الآخر هتشكرنى إنى سمحت لها تشاركنى الفطور بذوق لكن إنت اللى هتشيلى السفره بعد ما نفطر 
ردت صابرين لكل مقام مقال يا بشمنهدس دلوقتي خلينى أستمتع بالفطور اللذيذ وسط الصباح الدافى 
بعد قليل إنتهى عواد من الطعام نظر نحو صابرين قائلا 
شبعت يلا قومى شيلى الأطباق من على السفره دخليها المطبخ 
ردت صابرين ببرود بس أنا لسه مشبعتش 
رد عواد بعناد ونهض من مكانه ومسك يد صابرين قبل أن تصل لفمها وإنحنى عليها قائلا 
كملى أكلك فى المطبخ بعد ما تشيلي الأطباق من هنا لأنى مش هبقى بعد كده مسؤول عن اللى هيحصل لما أسيب الكلاب ومتفكريش هعمل زى المره اللى فاتت وأحميكى منهم 
رفعت صابري رأسها تنظر لعين عواد مازالت حمراء يبدوا انه مازال غاضب للحظه أرتعبت من أصوات تلك الكلاب التى سمعتها للتو لكن أنقذها مجئ فردوس قائله 
سفره دايمه يا بشمهندس تحب أطبخلك نوع اكل معين عالغدا 
إستقام عواد وقال بمكر لأ إنت إرتاحى يا فردوس صابرين هى اللى هتطبخ النهارده نفسى أدوق الأكل من إيدها أكيد هيبقى له طعم تانى مش كده يا حبيبتى 
نظرت صابرين لعين عواد المتحديه وقالت بتحدى للآسف يا حبيبى مش بعرف أطبخ كويس بس معنديش مانع اساعد فردوس وهى بتجهز الغدا حتى كمان هساعدها فى شيل الاطباق وأدخلها للمطبخ 
بالفعل نهضت صابرين وأخذت طبق واحد وتوجهت نحو المطبخ ولم تعود مره أخرى
بينما أخرج عواد سېجاره وأشعلها ونفث دخانها پغضب يود سحق تلك المستفزه التى تناوره بتحدىتفعل ما يريده لكن بالحقيقه تفعله كما تريد هى لكن لا بآس من إظهار بعض قوتهوهى ستخضع عاجلا 
بمنزل جمال التهامى 
نهض جمال واقفا يقول 
همشى أنا بقى لازم أروح الوحده الزراعيه أباشر الموظفين 
رد عادل كنت خدلك يومين أجازه أقضيهم مع فادى هو مكنش واحشك ولا أيه
رد فادى بدل عن جمال 
وليه يعطل مصالح الناسأنا خلاص مش مسافر تانى وبقينا قدام بعض طول الوقت روح يا بابا للوحده بلاش تعطل مصالح الفلاحين وأنا كمان هقوم أكمل نوم لحد الضهر 
تبسم جمال ل فادى قائلا 
نوم العافيهأشوفك أما أرجع لينا قاعده طويله مع بعض
أومأ فادى له رأسه ببسمه 
غادر جمال وظل عادل جالسا للحظات قبل أن تآتى تلك الوصوليه قائله 
أنا اللى عملت الكيكه دى إمبارح قبل ما توصل ومرضتش أخلى حد يدوقها قبلك جيبتهالك ومعها الشاي يلا دوقها وقولى رأيك
أخفى عادل بسمته ونظر الى ساميه التى آتت خلف نهى قائلا شوفتى يا ساميه البنت مرضتش تاكلنا إمبارح من الكيكه وشيلاها كلها ل فادى 
ردت ساميه آه أمبارح قولت لها

هاتى أدوقها قالتلى محدش هيدوقها قبل ما فادى هو اللى يدوقها الأول ويقولى رأيه فى كيكة الفراوله اللى عملتها مخصوص عشانه 
تبسمت نهى قائله أنا طبقتها بالضبط زى ما عملتها فى الكليه وكل اللى داقها مدح فيها 
رد فادى للآسف أنا مش بحب الفراواله وعندى حساسيه منها إنتى مش عارفه كده يا مامااللى كان بيحب الفراوله وكيكة الفراوله مصطفى الله يرحمه وكنتى بتحججى بيا ومبتعملهاش له عشان أنا متعبش بعد ما أكل منها 
شعرت نهى بالحرج وجلست ساميه تبكى وهى تتذكر فقيدها بينما قال عادل بلوم 
ليه كده يا فادى إحنا بنحاول ننسى ساميه ۏجع قلبها وإنت بتفكرها بيه 
ردت ساميه پبكاء شديد أنا منستش ۏجع على مصطفى للحظه يا عادل كفايه إن اللى كانوا السبب فى مۏته إتهنوا ببعض من بعد هو ما أندفن فى التراب 
شعر فادى بحړقة قلب قويه بينما نهض عادل ومد يده ل ساميه قائلا 
تعالى
معايا يا ساميه كفايه دموع فادى لسه جاى من الغربه بلاش توجعى قلبه أكتر من كده 
نهضت ساميه مع عادل بطاعه عادل الذى غمز بعينيه لإبنته وفهمت مغزى تلك الغمزه أن تظل تحاول الإيقاع ب فادى 
أخذ عادل ساميه ودخلا أليهانظر لها قائلا بلوم 
جرى أيه يا ساميه أنتى مكنتيش عارفه إن فادى مش بيحب الفراوله كده تحرجى نهى معاهوكمان حكاية بكاك دى كل ما تجى سيرة مصطفى لازم تقل شويه ختى عشان خاطر
فادى متخلهوش يحس بالحزن أكتر من كده 
ردت ساميه پبكاء حار 
نسيت إن فادى مكنش بيحب الفراوله وعنده حساسيه منهامصطفى هو اللى كان بيحب الفراوله وأنا قليل لما كنت بجيبها كنت بخاف فادى يقلد مصطفى وياكل منها ويتعب بعدها وأنا مستحيل قلبى ينسى الۏجع على مصطفى 
نظر عادل لها قائلا هقولك على حاجه ومتأكد إنها هتبرد ڼار قلبك على مصطفى 
بينما بخارج الغرفه ظلت نهى جالسه مع فادى الذى مع الوقت يشعر بزيادة حړقة قلبه التى إزادات توهج منذ أن عاد ليلة أمس لهنا بينما نهى نهضت من مكان جلوسها وجلست جوار فادى وبجرآه منها وضعت يدها فوق فخذ فادى قائله 
يلا إحكلى على ألمانيا 
نظر فادى ليد نهى الموضوعه على فخذه بإسمئزاز ونفور وقام بوضع يده فوقها وسحبها بعيد عنه قائلا 
عاوزه تعرفى أيه عن ألمانيا
ردت نهى عايزه اعرف مثلا الفرق بين بنات ألمانيا هما الاجمل والامهر ولا إحنا المصريات 
رد فادى معرفش الفرقلانى مكنش ليا تعامل مع بنات هناك خارج شغلىبس مش شايف فرق كبير فى المهاره 
قال فادى هذا ثم نهض قائلا أنا منمتش كويس وحاسس بصداع هدخل أنام شويه لحد آدان الضهر 
نهضت نهى خلفه وبجرآه وضعت يديها فوق جبهة فادى حاولت تدليكهاقائله 
خلينى أدلك راسك وبعدها هتحس براحه والصداع هيختفى 
أبعد فادى يدها عنه بقوه قائلا مالوش لازمهقولت هنام شويه هصحى كويس عن إذنك 
فى تلك اللحظه خرج عادل وخلفه ساميه التى تغيرت ملامح وجهها وزال عنه العبوس والكدم كآنها تبدلت بأخرى حين قالت 
واقفين كده ليه
ردت نهى فادى قالى عنده صداع وقولت له أدلك راسك والصداع هيخف مرضاش 
إقتربت ساميه بلهفه قائله 
فى هنا كذا نوع علاج للصداع الدكتور واصفهم لى من يوم ۏفاة المرحوم مصطفى وأنا الصداع مبيفرقش دماغى 
نظر لها فادى متعحبا من رد فعلها فلو أخرى غيرها كانت لامت تلك الفتاه على جرآتهالكن يبدوا له أنها لا تهتم بذالك و قال لأ مش محتاج علاجده صداع بسيط من قلة النومهدخل أنام ووقت صلاة الضهر إبقى صحينى 
قال فادى هذا وغادر الى غرفته 
بينما نظر عادل بلوم ل ساميه قائلا مفيش فايده قولتلك حاولى تقللى سيرة مصطفى قدام فادىفادى ممكن يطفش 
ردت نهى بنفس الشئ قائله فعلا كلام بابا صحاللى لاحظته إن فادى بيضايق قوى لما بتجى سيرة مصطفى قدامه 
نظرت ساميه لهم وأمائت رأسها بموافقه 
بينما دخل فادى الى غرفته ألقى بجسده فوق الفراش يشعر بآلم بصدره عاد الى ذاكراته مزاحه وشجاره مع مصطفى و ذكريات أخرى شعر پغضب عارم يغزو قلبه مع الوقت يزداد كان يظن أن هذا الڠضب بسبب بعده عن هنا وانه عاش الحزن وحده بعيد عن هنا إعتقد أن هذا سينقص حين يعود لكن بالعكس الڠضب والآلم يزداد 
نهض من على الفراش وخلع قميصه العلوى وظل بالبنطال فقط وآتى بتلك الأوزان الرياضيه الصغيره الحجم والثقيلة الوزن وبدأ بحملها بين يديه يحاول السيطره على غضبه يخرج طاقته السلبيه بالتمارين الرياضيه القاسيهلكن هيهات 
ظل كذالك لوقت طويل لم يشعر به الإ حين دخلت الى الغرفه نهى دون إستئذان وقفت تنظر لجسده الرياضى المتصبب عرقالم تحيد بصرها عنه
لكن هو تضايق بشده قائلا پتعنيف وتعسف سبق وقولتلك ممنوع تدخلى أوضتى بدون إستئذان منى وواقفه كده ليه إتفضلى أخرجى

عشان انا عاوز أكمل بقية التمرين 
رغم تمعن نهى بجسد فادى ولم تشعر بالحرج لكن قالت 
إنت كنت قايل لعمتى إنها تصحيك على آدان الضهر وهى قالتلي أدخل أصحيك وانا كنت مفكره إنك نايم عالعموم انا جيت أقولك الظهر خلاص هيآذن عالمدنه 
رد فادى بعصبيه تمام متشكر أتفضلى أنت أنا صاحى مش نايم 
بعد قليل 
بعد أن أدى فادى صلاة الظهر بأحد جوامع البلده وألتقى ببعض المعارف وقضى معهم بعض الوقت سار مغادرا يعود للمنزللكن فى أثناء سيره مر على تلك الأرض وقف قريب منهايتذكر قول زوجة عمهصبريهالتى أخبرته بعد ۏفاة مصطفى أن تلك الأرض هى السبب فى مۏته وأن صابرين لا دخل لها بمقتله حتى عواد نفسه كان فى حالة دفاع عن النفس للحظات تضاربت الأقوال فى عقل فادىبين حديث صبريه ولوعة حديث والداته عن مصطفىعقله يغلى بل يفور 
لكن حسم الأمر فى عقله تلك السياره
التى توقفت بالقرب منه ورأى فتاه تنزل منها كانت مثل الملاك وهى تقف أمام تلك الطفله تطمئن عليها بعد أن سقطت أمام سيارتها لولا فرملة السائق لكان دهسهارأى تعاملها مع تلك الفتاه بلين
وبرفق مع أن الطفله هى من أخطأت بالركض أمام السياره 
حتى أنها أخرجت من حقيبتها قطع حلوى وأعطتها لتلك الطفله التى ركضت سريعا كأنها عثرت على كنزبينما عادت الفتاه الى السياره مره أخرى وقاد السائق بهدوء 
لحظات مرت عليه وهو واقف يتأمل الموقف لا ليس الموقف بل تلك الفتاه التى لم ترفع رأسها وتنظر أمامها لكانت رأت وقوفه ينظر لها 
ظل شاردا لوقت لم يشعر الأ حين شعر بأيد
تم نسخ الرابط